فهرس الكتاب
الصفحة 84 من 393

المسألة الثانية:

تفاضل شعب الإيمان وأهله

قال الله تبارك وتعالى {لا يستوي المؤمنون غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة، وكلا وعد الله الحسنى، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما} [1]

وقال تعالى {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وكلا وعد الله الحسنى} [2]

وقال تعالى {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب} [3] إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى.

ففي الآيات السابقة فضَّل الله تبارك وتعالى بين أصناف من المؤمنين، فقد فضل سبحانه وتعالى المجاهدين في سبيله على الذين قعدوا بغير عذر ولم يخرجوا للجهاد، مع أن كلا الفريقين مؤمن موعود بالجنة، وهذا واضح في قوله تعالى {وكلا وعد الله الحسنى} .

وكذلك فإن الله تعالى لم يسوى بين من أنفق من قبل الفتح، وحين كان أهل الإسلام في ضعف وشدة وضيق، وبين من أنفق بعد أن فتح الله على المسلمين، مع أن كلا الفريقين منفق محسن، غير أن الله تعالى ميز الأولين عمن أنفق بعدهم.

وكذلك فلا يستوى من كان عالما بأمر الله تعالى وبين من كان دون ذلك، وإن كان من المؤمنين.

(1) سورة النساء، آية 95.

(2) سورة الحديد، آية 10.

(3) سورة الزمر، آية 9.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام