الكفر لغة: تغطية الشيء، فكل من ستر شيئا فقد كفره.
والكافر لغة: الزارع لأنه يستر البذر بالتراب، ومنه قوله تعالى {كمثل غيث أعجب الكفار نباته} [1] .
وشرعاً: هو نقيض الإيمان، قال الليث: إنما سُميَ الكافر كافرا لأن الكفر غطى قلبه كله، وهو أنواع:
* كفر إنكار، وهو أن يكفر بقلبه ولسانه.
* وكفر جحود وهو نوعان: قلبي ولساني، فأما الجحود اللساني فهو أن يعترف بقلبه ولا يقر بلسانه، فهو كافر جاحد، ومنه قوله تعالى {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} [2] .
والنوع الثاني من كفر الجحود هو أن يجحد بقلبه ولسانه معا كما كان ذلك شأن طائفة من الكفار.
* وكفر معاندة وهو أن يعرف الله بقلبه، ويقر بلسانه ولا يدين به حسدا وبغيا، ككفر أبي جهل وأضرابه، أو يعترف بقلبه وبلسانه ويأبى أن يقبل، كما قال أبو طالب:
ولقد علمتُ بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبةٍ لوجدتني سمحا بذاك مبينا
* وأما كفر النفاق فهو أن يقر بلسانه بدين الإسلام ويكفر بقلبه، ويكون الكفر في
(1) سورة الحديد، الآية: 20.
(2) سورة البقرة، الآية: 89.