قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قد أوجب الله الموالاة بين المؤمنين وبيَّن أن ذلك من لوازم الإيمان؛ ونهى عن موالاة الكفار وبيَّن أن ذلك منتفٍ في حق المؤمنين وبيَّن حال المنافقين في موالاة الكافرين.
فأما موالاة المؤمنين فكثيرة كقوله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} إلى قوله تعالى {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} [1] .
وقال تعالى {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض} إلى قوله تعالى {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} [2] .
وقال تعالى وقال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} إلى قوله تعالى {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده} [3] .
وقال تعالى {لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور} [4] .
وقال تعالى {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} [5] .
وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر
(1) سورة المائدة، الآية: 55: 56.
(2) سورة الأنفال، الآية: 72: 75.
(3) سورة الممتحنة، الآية: 1: 4.
(4) سورة الممتحنة، الآية: 13.
(5) سورة محمد، الآية: 11.