فهرس الكتاب
الصفحة 357 من 393

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد خلق الله تعالى الخلق على الفطرة السوية التي تقتضي إفراده تعالى بالربوبية والألوهية، وهذه الفطرة هي التي قال الله تعالى فيها {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [1] .

وقد كان الناس على الفطرة السوية وعلى التوحيد الخالص عشرة قرون، حتى غيروا وبدلوا، قال تعالى {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه} [2] .

قال ابن كثير رحمه الله: قال ابن عباس رضي الله عنه: كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على الإسلام، ثم وقع الاختلاف بين الناس، وعبدت الأصنام والأنداد والأوثان، فبعث الله الرسل بآياته وبيناته وحججه البالغة وبراهينه الدامغة [3] .

وقال ابن كثير: إن الناس كانوا على ملة آدم حتى عبدوا الأصنام فبعث الله إليهم نوحا عليه السلام فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. اهـ [4]

ومن المعلوم من دين الله تعالى أن دين الرسل جميعا واحد وإن اختلفت شرائعهم، قال تعالى {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [5] .

وقال تعالى {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} [6] ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد، الأنبياء إخوة لعلات) [7] ، فدين الأنبياء واحد وان اختلفت

(1) سورة الروم، الآية: 30.

(2) سورة البقرة، الآية: 213.

(3) تفسير ابن كثير ت سلامة 4/ 257.

(4) تفسير ابن كثير ت سلامة 1/ 569.

(5) سورة النحل، الآية: 36.

(6) سورة المائدة، الآية: 48.

(7) جاء ذلك في أحاديث في الصحيحين: انظر: صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب (48) ، الحديث رقم (3442) ، (3443) ، (6/ 477، 478) من فتح الباري، وصحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى عليه السلام، الحديث رقم (2365) ، (4/ 1837) . والعلات: الضرائر، فأولاد العلات هم الذين أمهاتهم شتى وأبوهم واحد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام