فهرس الكتاب
الصفحة 4 من 393

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} وقال تعالى {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} وقال تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} أما بعد:

فقد كثر الخلاف في هذا الزمان حول بعض المسائل التي سببت الفرقة بين المسلمين، ونتج عن هذه الاختلافات في الأحكام الشرعية اختلاف القلوب، مما أدى إلى التنازع الذي سبب ذهاب القوة والشوكة، وتسلط أعداء المسلمين عليهم.

وأكثر هذه الاختلافات سببها ومرجعها عدم معرفة الحق ومذهب السلف في مسائل الخلاف، مع أن هذه المسائل قد تكلم فيها سلفنا الصالح وعلماء الأمة الأثبات، وامتلأت الكتب بأقوالهم، ولكن المسلمين شُغلوا ببعضهم تاركين طلب العلم الشرعي الذي يعصم إن شاء الله تعالى مع النية الصالحة من كثير مما يقع من هذا الخلاف.

وهذه الرسالة محاولة متواضعة لتضييق هوة هذا الخلاف، وذلك عن طريق بيان عقيدة سلفنا الصالح والتي يجب علينا أن نعض عليها بالنواجذ، وهذا البيان هو في بعض مسائل الإيمان التي يسبب الجهل بها وعدم دراستها الخلط في الأحكام الشرعية المهمة.

وأما السبب الذي دفعني إلى الكتابة في مثل هذا الموضوع الكبير - والذي لا ينبغي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام