فهرس الكتاب
الصفحة 287 من 393

لَمَّا كان العمل الصحيح فرع عن التصور والاعتقاد الصحيح؛ ولما كان الجهل سببا لكثير من الاعتقادات الفاسدة والمخالفة.

كان من المهم والواجب أن نعرف ماهية الأسماء الشرعية التي ذكرها الله تعالى في كتابه وذكرها رسوله - صلى الله عليه وسلم - في سنته.

وإذا عرفنا ذلك فحينئذ نكون قد عرفنا ما أمرنا الله به مما نهانا عنه، ومن هنا كان لابد أن نعرف ماهية الولاء والبراء كما ورد في كتاب الله تعالى وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

فأصل الموالاة من الوَلْي - بسكون اللام - وهو القرب والدنو، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - للغلام: (كل مما يليك) [1] ، أي مما يقاربك.

ووالى بين شيئين: تابع بينهما بلا تفرقة، ومنه الموالاة في أعمال الوضوء أي المتابعة بينها بلا تفرقة.

فأصل الموالاة: القرب والمتابعة، والولي ضد العدو، والولي هو: الناصر والمعين والحليف والمحب والصديق والقريب في النسب والمُعتِق والمُعتَق والعبد، وكل من قام بأمر فهو وليه؛ كولي الأمر وولي المرأة.

وقيل الموالاة على وجوه منها: المحبة، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم: (اللهم وال من والاه) [2] ، أي أحبب من أحبه وانصر من نصره، والمقصود بذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(1) هو جزء من حديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه.

(2) رواه ابن ماجة عن البراء بن عازب بسند صحيح، وراجع صحيح ابن ماجة للألباني حديث رقم 94.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام