وضد الموالاة المعاداة؛ وهي المباعدة والمخالفة، والبراء بمعنى الخلاص والتباعد، يقال برئ إذا تخلص وتنزه وتباعد، وليلة البراء ليلة يتبرأ فيها القمر من الشمس وهي أول ليلة من الشهر [1] .
إذا عرفت معنى الولاء والبراء، وأن الولاء معناه المحبة والقرب والدنو والإعانة والنصرة؛ وأن البراء معناه التباعد والمخالفة والخلاص.
تبين لك أن من زعم أنه ولي لله تعالى ولدينه وأنه محب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يكون معاديا لأولياء الله الصالحين وموافقا لأعداء الله تعالى في منهاجهم وعقائدهم ومعاونا لهم ومناصرا بالقول والفعل منفذا لمخططاتهم ومؤامراتهم؛ كائنا مع الكفار في حرب المؤمنين.
من كان هذا حاله فإنه ليس وليا لله تعالى ولدينه؛ بل هو من ألد أعداء الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين؛ كافرا بالله العظيم؛ مستحقا للعقاب في الدنيا ويوم الدين، وهو ولي الشيطان وحزبه وليس له من ولاية الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ودينه نصيب.
ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الولاية ضد العداوة؛ وأصل الولاية المحبة والقرب؛ وأصل العداوة البغض والبعد؛ والولي القريب، يقال هذا يلي هذا أي يقرب منه.
فإذا كان ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه ويأمر به وينهى عنه؛ كان المعادي لوليه معاديا له، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان} . اهـ [2]
وقال محمد نعيم ياسين: اعلم أن لفظ الولاية مشتق من الولاء وهو الدنو والقرب، والولاية ضد العداوة، والولي عكس العدو.
(1) لسان العرب لابن منظور، مادة: ولي، ج 15/ 406: 415، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير، ج 5/ 227: 230 والمفردات للراغب الأصفهاني / 533: 535.
(2) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية / 7، والآية من سورة الممتحنة/ 1.