فهرس الكتاب
الصفحة 293 من 393

تقدم في كلام ابن تيمية رحمه الله بيان وجوب موالاة المؤمنين ونصرهم؛ ومعاداة الكافرين وبغضهم وأن هذا من لوازم الإيمان التي لا تنفك عنه؛ ومن الأعمال التي تميز المؤمن من المنافق.

وقد ثبت من أدلة الكتاب والسنة كفر من والى الكفار ونصرهم على المؤمنين أو خرج معهم لقتال المسلمين.

ونحن نسوق إن شاء الله تعالى الأدلة التي وردت في ذلك من القرآن مشروحة بما ورد من كلام أهل العلم والتفسير بشيء من الاختصار.

هذا وسيرد كثير من نصوص أهل العلم في ذلك في الفصل القادم الخاص بما ورد في حكم من والى الكفار على المسلمين، وخرج لقتال المسلمين ولو ادعى الإكراه؛ وماذا يجب عليه إن كان مكرها.

وفي بيان أدلة الكتاب في حكم من والى الكفار فنقول وبالله التوفيق.

قال تعالى {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير} [1] .

قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله: ومعنى ذلك لا تتخذوا أيها المؤمنين الكفار ظهرا وأنصارا؛ توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم؛ فإنه من يفعل ذلك {فليس من الله في شيء} يعني بذلك فقد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر.

(1) سورة آل عمران، الآية: 28.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام