فهرس الكتاب
الصفحة 20 من 393

المقدمة الثانية: فضل العلم وأقسامه وما يجب منه

أولا: فضل العلم

قال الله تبارك وتعالى {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} [1]

في هذه الآية الكريمة قرن الله تعالى بين شهادته سبحانه بوحدانيته وشهادة الملائكة وأهل العلم، وهذه من أعظم الشهادات، إذ أنها على شيء عظيم وهو التوحيد الذي هو أعظم أساسات دين الإسلام، والشاهد هو رب العزة جل وعلا والملائكة، وكفى ذلك شرفا وفضلا للعلم ومنزلة أهله.

قال ابن القيم رحمه الله: استشهد سبحانه بأولي العلم على أجل مشهود عليه وهو توحيده، فقال {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط} ، وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه:

أحدها: استشهادهم دون غيرهم من البشر.

والثاني: اقتران شهادتهم بشهادته.

والثالث: اقترانها بشهادة ملائكته.

والرابع: أن في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم، فإن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدول.

ومنه الأثر المعروف عن النبي - صلى الله عليه وسلم: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) إلى آخر كلامه رحمه الله. اهـ [2]

(1) سورة آل عمران، الآية: 18.

(2) مفتاح دار السعادة لابن القيم ج 1/ 48، وقد ذكر ابن القيم لهذا الحديث عدة طرق عند ابن عدي عن علي وابن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهم -، ورواه ابن جرير الطبري عن أسامة بن زيد رضي الله عنه، ورواه الدارقطني عن معاذ بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال أحمد: هو صحيح (راجع مفتاح دار السعادة لابن القيم، ج 1/ 163 ـ 164) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام