فهرس الكتاب
الصفحة 185 من 393

هذا النوع من عدة وجوه منها: بغض الإسلام وأهله، وحب علو الكفر وأهله، أو الطعن في الإسلام وشرائعه باطنا وبين من على شاكلته، مع إظهار اتباعه ظاهرا.

* ومن أنواع الكفر أيضا كفر الهوى، وهو أن يكون المتبوع الأول هو هوى النفس وحظها ولا يُنظر أخالف الشرع أم وافقه، وهذا الذي ورد فيه قوله تعالى {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} [1]

* ومن معاني الكفر أيضا كفر النعمة وهو جحودها، وهو ضد الشكر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النساء: (يكفرن العشير ويكفرن الإحسان) [2] ، أي يجحدن إحسان أزواجهن.

وقد يكون هذا الكفر متضمنا للكفر الأكبر في بعض الحالات مثل أن ينسب النعمة إلى غير الله تعالى، كأن ينسبها إلى نفسه وأنه صاحبها ولا يرجعها إلى الله تعالى، وذلك كقول قارون {إنما أوتيته على علم عندي} [3] .

وكما ورد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه: (ما أنزل الله من نعمة إلا أصبح من عباده مؤمن بها وكافر) الحديث وفيه قال - صلى الله عليه وسلم: (فأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكواكب) [4]

وقد سمى الشارع بعض المعاصي كفرا كقوله - صلى الله عليه وسلم: (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) [5] ، وكقوله - صلى الله عليه وسلم: (اثنان هما في الناس كفر الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت) [6] ، والمقصود بالكفر هنا الكفر الأصغر الذي لا

(1) سورة الفرقان، الآية: 43.

(2) رواه البخاري ومسلم وأحمد عن أبي سعيد، ومسلم وابن ماجة عن ابن عمر، وأحمد والترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنهم -.

(3) سورة القصص، الآية: 78.

(4) رواه مسلم في كتاب الإيمان.

(5) رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي عن جرير، والبخاري وأحمد والترمذي وأبو داود عن ابن عمر، والبخاري والنسائي عن أبي بكرة، والبخاري والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.

(6) رواه مسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام