فهرس الكتاب
الصفحة 351 من 393

وقيل: إن المؤمن إذا كان قائما بين الكفار فله أن يداريهم باللسان إذا كان خائفا على نفسه وقلبه مطمئن بالإيمان؛ والتقية لا تحل إلا مع خوف القتل أو القطع أو الإيذاء العظيم. اهـ [1]

وقال ابن كثير رحمه الله: وقوله تعالى {إلا أن تتقوا منهم تقاة} أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا باطنه ونيته، كما قال البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم.

وقال الثوري: قال ابن عباس: ليست التقية بالعمل؛ إنما التقية باللسان، وكذا رواه العوفي عن ابن عباس: إنما التقية باللسان، وكذا قال أبو العالية وأبو الشعثاء والضحاك والربيع بن أنس، ويؤيد ما قالوه {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} ، وقال البخاري: قال الحسن: التقية إلى يوم القيامة. اهـ [2]

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ: ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة؛ فالأول يعذر به مع الخوف والعجز لقوله تعالى {إلا أن تتقوا منهم تقاة} والثاني لابد منه؛ لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت وبينه وبين حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - تلازم كُلِّي لا ينفك عن المؤمن. اهـ [3]

(1) تفسير القرطبي، ج 4/ 57.

(2) تفسير ابن كثير، ج 1/ 357.

(3) الرسائل المفيدة للشيخ عبد اللطيف آل الشيخ / 284.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام