فهرس الكتاب
الصفحة 25 من 393

العلم النافع. اهـ [1]

هذا وكل علم لا ينبني عليه عمل نافع للمكلف في دينه ودنياه فهو غير مطلوب شرعا، بل هو منهي عنه وذلك لأنه تكلف ممقوت مذموم، ومضيعة للعمر والجهد.

وقد أورد ابن كثير رحمه الله في شرحه لقوله تعالى {وفاكهة وأبا} أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وقد صححه ابن كثير رحمه الله - حيث قرأ رضي الله عنه قوله تعالى {عبس وتولى} ، فلما أتى على قوله تعالى {وفاكهة وأبا} قال عمر رضي الله عنه: قد عرفنا الفاكهة فما الأب؟ فقال: لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف.

وأما أثر أبي بكر الصديق بنفس المعنى فقد قال عنه ابن كثير رحمه الله: إنه منقطع بين إبراهيم التيمي وأبو بكر رضي الله عنه. [2]

وقد سأل الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الهلال لِم يبدو خيطا ثم يمتلئ حتى يصير بدرا، فأنزل الله تبارك وتعالى {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} [3] ، فهم قد سألوا عن شيء فأجيبوا عن غيره، وما ذلك إلا لأن سؤالهم لا ينبني عليه فائدة للسائلين، فصرفهم الله تعالى إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.

وبالجملة فكل علم لا ينبني عليه فائدة للمكلف في دينه ودنياه فهو غير مطلوب شرعا.

وأما ما يُنهى عنه من العلم، فهو كل علم عارض الكتاب والسنة من أي وجه، وذلك مثل علوم الكفار التي كانوا يعارضون بها الرسل، وذلك كما في قوله تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به

(1) فضل علم السلف على علم الخلف لابن رجب الحنبلي / 17.

(2) تفسير ابن كثير، ج 4/ 743، ط دار الفكر، والآيات من سورة عبس.

(3) سورة البقرة، الآية: 189.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام