الذل وبيع ثروات المسلمين؛ وقننوا لهم تسلط الكفار والملحدين على رقاب المسلمين.
بل وأعظم من ذلك وأكبر أنهم أصدروا الفتاوى بحل دماء من خرج على هؤلاء الحكام المجرمين العملاء، وأفتوا بوجوب قتل من جاهد في سبيل الله تعالى أو قتل أحدا من أعداء الله ورسوله والمؤمنين، وخاصة إذا كان هذا المقتول من أسيادهم اليهود.
فإن فتاوى أصحاب الفضيلة والشيوخ ووزراء الأوقاف والدكاترة من علماء السلاطين جاهزة سلفا للحكم بقطع رقاب كل من فكر يوما أو أعد للجهاد في سبيل الله تعالى، هذا فضلا عمن أخذته الغيرة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ولدينه فقام بقتل أعداء الله تعالى من اليهود أو الكفار أو المحاربين أو المرتدين.
وقد قضى الله تعالى في حُكمه وشرعه أنه لن يتغير هذا الوضع البئيس الذي يعيشه المسلمون في هذا الزمان إلا على أيدي أقوام حرروا الولاء والبراء لله رب العالمين.
وقاموا مستعينين بالله القوي المتين؛ مجاهدين في سبيله تعالى؛ مقاتلين الكفار وأعوانهم من المجرمين؛ صابرين مصابرين محتسبين؛ حتى يتم لهم أمرهم بإذن الله رب العالمين؛ ويعلو دين الله الذي ارتضاه لعباده على كل دين.
فقد قال سبحانه وتعالى {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا} [1] .
{ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم * وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [2] ، ويومها سيعلم الذين ظلموا
(1) سورة النور، الآية: 55.
(2) سورة الروم، الآية: 4: 6.