فهرس الكتاب
الصفحة 318 من 393

قوله تعالى {إلا أن تتقوا منهم تقاة} :

ومعنى ذلك لا تتخذوا أيها المؤمنين الكفار ظهرا وأنصارا؛ توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم؛ فإنه من يفعل ذلك {فليس من الله في شيء} يعني بذلك فقد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر. انتهى.

وتأمل قوله رحمه الله: فقد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر تجده صريحا في مخالفة ما قاله الرازي.

ومن المعلوم أنه إذا تعارض كلام الطبري وهو شيخ المفسرين ومن أئمتهم بإجماع من يُعتد به مع ما قاله الرازي والذي تكلم فيه كثير من أهل العلم بما يجرح في دينه فإنا نقدم قول الطبري بلا شك.

هذا إذا قلنا بقبول كلام الرازي إذا انفرد به في تفسير آية أو معنى حديث، وقد ينازع في ذلك منازع، وذلك لما ثبت عنه من مخالفات من أراد معرفتها فليراجع تفسيره للقرآن وسيجد فيه كثيرا من المخالفات لأهل السنة وخاصة في مسائل العقيدة بعضها عظيم وبعضها يسير.

ولذلك فما من قول للرازي نقلناه إلا وذكرنا قبله كلام أهل العلم المتفق على إمامتهم وإنما نذكر قوله لبيان مذهبه ممثلا لمذهب المعتزلة.

وعلى كل حال فلم ينفرد الطبري رحمه الله بما قاله بل هو منقول عن كثير من الأئمة وأهل العلم كما سبق، ولولا خشية الإطالة لأعدنا كلامهم.

ومن هنا يظهر مخالفة قول الرازي لما ثبت من الأدلة وأجمع عليه أهل العلم فضلا عن أنه لم يستدل على ما قاله بدليل معتبر.

وهذا آخر ما نذكره من نصوص أهل العلم في حكم من والى الكفار على المسلمين ونصرهم باليد أو اللسان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام