تعريف الإيمان، وأنهم قالوا اعتقاد بالقلب ولم يقولوا تصديق باللقلب.
ومن المعلوم أن للقلب أقوالاً وأعمالاً غير التصديق من المعرفة والخشوع واليقين والصدق والخشية وغير ذلك من أقوال القلب وأعماله.
ولذلك قال ابن تيمية رحمه الله: لكن أحمد كان أعلم بمقالات الناس من غيره، فكان يعرف قول الجهمية في الإيمان، وأما أبو ثور فلم يكن يعرفه ولا يعرف إلا مرجئة الفقهاء .... ، إلى قوله رحمه الله: وأحمد كان أوسع علماً بالأقوال والحجج من أبي ثور. اهـ [1] .
وفي تعريف الإيمان قال ابن تيمية رحمه الله وهو يحكي أقوال السلف: ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، وكل ذلك صحيح.
فإذا قالوا: قول وعمل فإنه يدخل في القول قول القلب واللسان جميعا، وهذا هو المفهوم من لفظ القول والكلام ... إلى أن قال رحمه الله:
إن من قال من السلف: إن الإيمان قول وعمل أراد قول القلب واللسان وعمل الجوارح، ومن أراد الاعتقاد رأى أن لفظ القول لا يُفهم منه إلا القول الظاهر أو خاف ذلك فزاد الاعتقاد بالقلب، ومن قال قول وعمل ونية قال: القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان، وأما العمل فقد لا يُفهم منه النية فزاد ذلك، ومن زاد اتباع السنة فلأن ذلك كله لا يكون محبوبا لله إلا باتباع السنة. اهـ [2]
وقال أيضا رحمه الله: قال الحميدي: سمعت وكيعا يقول: أهل السنة يقولون الإيمان قول وعمل، والمرجئة يقولون: الإيمان قول، والجهمية يقولون: هو المعرفة، وفي رواية أخرى عنه: وهذا كفر.
(1) مجموع الفتاوى ج 7/ 387.
(2) مجموع الفتاوى ج 7/ 170 ـ 171.