وقال رحمه الله: اعتقاد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في جماعة من السلف الذين يروي عنهم، قال: لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم - وعدّ منهم طائفة - فما رأيت واحداً منهم يختلف في هذه الأشياء: إن الدين قول وعمل، وذلك لقوله تعالى {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} [1] . اهـ
وقال رحمه الله: اعتقاد أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين وجماعة من السلف ممن نقل عنهم رحمهم الله - وساق بسنده إلى أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم - قال سألت أبي وأبا زرعة عن مذهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدانه من ذلك؟ فقالا:
أدركنا العلماء في جميع الأمصار - حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً - فكان من مذهبهم: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. اهـ
وقال رحمه الله: اعتقاد أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص وبه الخبر عن جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه مضى أهل الدين والفضل. اهـ [2] .
وما ذكره اللالكائي رحمه الله تعالى عن الأئمة والعلماء السابق ذكرهم متفق عليه بين الأئمة من أهل السنة لم يخالف في ذلك أحد منهم.
هذا ولم أذكر كلام أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي رحمه الله الذي ذكره اللالكائي حيث وافق في بعض قوله المرجئة فقال:
الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح، فإنه رحمه الله لم يذكر من أعمال القلب إلا التصديق فقط، وقد مر قول السلف الذي اتفقوا عليه في
(1) سورة البينة، الآية: 5.
(2) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم هبة الله بن الحسين بن منصور الطبري اللالكائي ج 1/ 151: 186.