فهرس الكتاب
الصفحة 63 من 393

على وجه العموم، فنقول وبالله التوفيق:

مذهب السلف في تعريف الإيمان:

أجمع أهل السنة والجماعة على أن الإيمان قولٌ وعمل يزيد وينقص وأنه اعتقاد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح، ومنهم من قال قولٌ وعملٌ ونية، ومنهم من زاد واتباع للسنة، ومنهم من قال قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، وكل ذلك صحيح إن شاء الله ومعناه واحد.

وأنا أسوق أقوال السلف كما رواها عنهم أبو القاسم اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.

فقد جمع رحمه الله أكثر نصوص علماء أهل السنة في تعريف الإيمان، وذلك بعد أن ذكر رحمه الله بابا في سياق من رُسم بالإمامة في السنة والدعوة والهداية إلى طريق الاستقامة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواء من الصحابة رضي الله عنهم أومن التابعين ومن بعدهم ممن يُعد من أئمة السنة.

وبعد أن ساق بسنده إلى أبي حيان البصري قال: سمعت الحسن يقول لا يصح القول إلا بعمل، ولا يصح قول وعمل إلا بنية، ولا يصح قول وعمل ونية إلا بالسنة.

قال اللالكائي رحمه الله: اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله قال: والإيمان قول وعمل ونية، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولا يجوز القول إلا بالعمل ولا يجوز القول والعمل إلا بالنية، ولا يجوز القول والعمل والنية إلا بموافقة السنة. اهـ

وقال رحمه الله: اعتقاد سفيان بن عيينة رحمه الله قال: السنة عشرة، فمن كنَّ فيه فقد استكمل السنة، ومن ترك منها شيئا فقد ترك السنة - وذكر فيها - والإيمان قول وعمل. اهـ

وقال رحمه الله: اعتقاد أحمد بن حنبل رحمه الله قال: والإيمان قول وعمل على سنة وإصابة ونية، والإيمان يزيد وينقص، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا. اهـ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام