فهرس الكتاب
الصفحة 341 من 393

قلت: وما ورد في هذه الأحاديث وما كان مثلها يدل على جواز تطلب غرة الكفار وخاصة المحاربين منهم وقتلهم والتحايل في الوصول إليهم بكل طريق ممكن؛ وهذا من الجهاد في سبيل الله تعالى خلافا لمن يصفه بغير ذلك ممن في قلوبهم مرض من علماء السلاطين والكتاب المجرمين، وقد تقدم في أقوال العلماء ما يفيد قتل من زعم أن كعب بن الأشرف قد قتل غدرا.

وفي هذه المسألة يقول الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله عند ذكره لمراتب العبودية في تفسيره لقول الله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين} قال:

ثم إن إعداد القوة حسب المستطاع من واجبات الدين ولوازم إقامته، فالعابد الصحيح لله لا يعتوره التسويف في هذا، فضلا عن تركه أو التساهل فيه، وأيضا فالعابد لله المصمم على الجهاد يكون منفذا للغيلة في أئمة الكفر من دعاة الإلحاد والإباحية، وكل طاعن في وحي الله أو مسخر قلمه أو دعايته ضد الدين الحنيف لأن هذا مؤذ لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، لا يجوز للمسلمين في بقاع الأرض من خصوص وعموم أن يَدَعوه على قيد الحياة لأنه أضر من ابن أبي الحقيق ممن ندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اغتيالهم، فترك اغتيال ورثتهم في هذا الزمان تعطيل لوصية المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وإخلال فظيع بعبودية الله وسماح صارخ شنيع للمعاول الهدامة في دين الله، ولا يفسر صدوره إلا من عدم الغيرة لدين الله والغضب لوجهه الكريم، وذلك نقص عظيم في حب الله ورسوله وتعظيمهما لا يصدر من محقق لعبودية الله بمعناها الصحيح المطلوب. اهـ [1] .

قلت: فانظر إلى كلام الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله وقوته تعرف ما عليه علماء السلاطين في زماننا هذا من الجبن ورقة الدين وانعدام الغيرة على دين الله تبارك وتعالى؛ فإنهم لا يستطيعون أن ينطقوا بمثل هذا الكلام، وذلك لأن أسيادهم لا يسمحون لهم بذلك.

(1) صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم للشيخ الدوسري، ج 1/ 268.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام