فهرس الكتاب
الصفحة 342 من 393

فرحم الله من نطق بالحق في وقت المحن والشدائد، ومن هنا تعرف لماذا يرفع الله ذكر أقوام ويترحم الناس عليهم كلما ذكروهم وآخرون يلعنون كلما ذكروا.

ونحن ندعو كل من يستطيع قتل طاغية أو مفسد أو مؤذ أو طاعن في دين الله تعالى أن يتوكل على الله وهو كافيه وناصره؛ وإن قتل في ذلك فهو شهيد إن شاء الله عز وجل مأجور على ما قدم في سبيل الله تعالى.

ويجب أن يكون قتل هؤلاء الطواغيت والمفسدين بطريقة تردع أمثالهم وتردع كل من تسول له نفسه أن يعيب دين الله تعالى أو يطعن فيه أو يؤذي عباد الله المؤمنين وحتى يكون عبرة لغيره من المجرمين.

وهذا كما حدث لليهود بعد مقتل زعيمهم وقائدهم في حرب المسلمين كعب بن الأشرف حيث قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم: قتل سيدنا غيلة، فذكرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - صنيعه وما كان يحرض عليه فخافوا ولم ينطقوا.

ومما يجب أن يُعلم أن جرائم المحاربة لا تسقط بالتقادم وطول العهد؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدر دم من كان يسب المسلمين ويهجو نساءهم سواء من الرجال أو النساء؛ وقد ظل ذلك بعيد المنال عن المسلمين في بعضهم حتى فتح الله عليهم مكة بعد سنين.

وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عنه قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعث فقال: (إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار ... ) الحديث [1] .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ووقع في رواية ابن إسحاق (إن وجدتم هبار بن الأسود والرجل الذي سبق منه إلى زينب ما سبق فحرقوهما بالنار) ، يعني زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان زوجها أبو العاص بن الربيع لما أسره الصحابة ثم أطلقه النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة شرط عليه أن يجهز له ابنته زينب فجهزها؛ فتبعها هبار بن الأسود ورفيقه فنخسا بعيرها فأسقطت ومرضت من ذلك.

(1) صحيح البخاري، كتاب الجهاد باب لا يُعذب بعذاب الله، حديث رقم: 3016.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام