عتيك بيته ليلا وهو نائم فقتله)، وقد احتال عبد الله بن عتيك رضي الله عنه بشتى الحيل حتى قتله، فاحتال حتى دخل الحصن ثم أغلق أبواب بيوت اليهود من خارجها ثم صار إلى أبي رافع لا يدخل بابا إلا أغلقه من داخله وغير صوته حتى لا يعرف رضي الله عنه.
قال ابن حجر رحمه الله: وفي الحديث من الفوائد: جواز اغتيال المشرك الذي بلغته الدعوة وأصر، وقتل من أعان على رسول - صلى الله عليه وسلم - بيده أو ماله أو لسانه، وجواز التجسس على أهل الحرب وتطلب غرتهم والأخذ بالشدة في محاربة المشركين وجواز إبهام القول للمصلحة، وتعرض القليل من المسلمين للكثير من المشركين. اهـ [1] .
وأما قصة قتل خالد بن سفيان الهذلي فقد رواها الإمام أحمد وأبو داود والبيهقي عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال:(دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه قد بلغني أن خالدا بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعرنة، فأته فاقتله، قال: قلت يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه، قال - صلى الله عليه وسلم: إذا رأيته وجدت له قشعريرة.
قال: فخرجت توشحا بسيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا، وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من القشعريرة فأقبلت نحوه، وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود، فلما انتهيت إليه قال: مَن الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا، قال: أجل أنا في ذلك، قال: فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآني فقال: أفلح الوجه، قال: قلت: قتلته يا رسول الله، قال: صدقت .... )الحديث [2] .
(1) فتح الباري، ج 7/ 345.
(2) قال الشوكاني في نيل الأوطار، ج 3/ 213 سكت عنه أبو داود والمنذري، وقد سكت عنه ابن كثير في البداية والنهاية، ج 4/ 140 وحسن إسناده ابن حجر.