فهرس الكتاب
الصفحة 33 من 393

ويجب على الحكام والأمراء العمل على تعليم الناس أحكام الشريعة وتيسير سبل التعليم لهم والعمل على نشر مذهب السلف وقمع البدع والخرافات، وإن لم يتيسر ذلك إلا بتفريغ بعض أهل العلم وطلبته وجب ذلك، ويُرزقون من بيت مال المسلمين، وهذا أحد واجبات الأمراء كما سيأتي في أقوال أهل العلم إن شاء الله تعالى.

2 -فرض كفاية

وهو ما زاد على ما سبق بيانه من الواجبات غير العينية والتي لا تجب أصلا على أعيان المكلفين، وإن كانت من حيث الأصل واجبة على العموم ويأثم الجميع بتركها.

وأما ما يتعلق بأحوال المكلفين فإنه يجب على القادر على التعلم والعمل ما لا يجب على العاجز عن ذلك، وذلك في الأعمال التي تحتاج إلى قوة وقدرة مثل الجهاد في سبيل الله.

وأيضا فإنه يجب على من تولى ولاية شرعية مثل ولاية الجهاد أو القضاء أن يعرف الأحكام الشرعية التي تضبط عمله، فلا يخالف ما ثبت في الكتاب والسنة ولا يخرج إلى ظلم أو جور.

وفي بيان فرض العلم يقول الإمام الشافعي رحمه الله: العلم علمان: علم عامة لا يسع بالغا غير مغلوب على عقله جهله، مثل الصلوات الخمس وأن لله على الناس صوم شهر رمضان، وحج البيت إذا استطاعوه وزكاة في أموالهم، وأنه حرم عليهم الزنى والقتل والسرقة والخمر، وما كان في معنى هذا مما كُلف العباد أن يعقلوه ويعملوا به ويعطوه من أنفسهم وأموالهم وأن يكفوا عما حرم عليهم.

وهذا الصنف كله من العلم موجود نصا في كتاب الله وموجود عاما عند أهل الإسلام، ينقله عوامهم عمن مضى منهم يحكونه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يتنازعون في حكايته ولا وجوبه عليهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام