فهرس الكتاب
الصفحة 34 من 393

وهذا العلم الذي لا يمكن فيه الغلط من الخبر ولا التأويل ولا يجوز فيه التنازع. اهـ [1] .

وروى الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه الفقيه والمتفقه قول النبي - صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة) بعدة روايات وهي:

قوله - صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مؤمن أن يعرف الصوم والصلاة والحرام والحدود والأحكام) .

وقوله - صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) .

وقوله - صلى الله عليه وسلم: (التفقه في الدين حق على كل مسلم) .

وقوله - صلى الله عليه وسلم: (طلب الفقه فريضة على كل مسلم) .

والروايات عن علي وأنس وابن مسعود وابن عباس وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم أجمعين [2] .

قال الخطيب رحمه الله: قال بعض أهل العلم: إنما عنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا القول علم التوحيد، وما يكون العامل به مؤمنا، وأن العلم بذلك فريضة على كل مسلم لا يسع أحدا جهله، إذ كان وجوبه على العموم دون الخصوص، وقيل معناه أن طلب العلم فريضة على كل مسلم إذا لم يقم بطلبه من كل سقع وناحية من فيه الكفاية.

قال الخطيب رحمه الله: فأما الأصول التي هي معرفة الله سبحانه وتوحيده وصفاته وصدق رسله، فمما يجب على كل أحد معرفته ولا يصح أن ينوب فيه بعض المسلمين عن بعض، وقيل معنى قوله - صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) أن

(1) الرسالة للإمام الشافعي / 356. تحقيق أحمد شاكر.

(2) رواه البيهقي وابن عدي عن أنس وأبي سعيد، ورواه الطبراني في الصغير والبغدادي عن علي والحسين بن علي، ورواه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس وفي الكبير عن ابن مسعود، ورواه ابن عبد البر عن أنس رضي الله عنه وأسانيدها صحيحة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام