الكفار، أو رياسة سلطانية، أو من له مآكل وأموال في قومه، فيخاف هذا على رياسته، وهذا على ماله ومأكله، فيُؤثر الكفر على الإيمان عمدا. اهـ [1] .
2 -كفر الإباء والاستكبار: وهو أن يعرف الحق ولكن الذي يدفعه إلى عدم اتباعه الترفع والتعالي على الحق أو على أهله، وهذا ككفر إبليس اللعين، وفي ذلك قال الله تبارك وتعالى {إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} [2] .
وقال تعالى عن فرعون وقومه {واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق} [3] ، وقال تعالى {بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين} [4] ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى.
ومما يبين خطورة الكبر وشؤمه ما ورد في الحديث من قوله - صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) [5] .
ومن هذا قول الكفار لنوح عليه السلام {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} [6] ، وقولهم {وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا} [7] ، فكان الذي منعهم من الإيمان به هو إيمان الضعفاء والمساكين به واتباعهم إياه.
ولذلك طلب كفار مكة من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرد الضعفاء والفقراء من مجلسه حتى يستمعوا إلى دعوته فأنزل الله تعالى {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي } الآية [8] .
(1) مفتاح دار السعادة لابن القيم ج 1/ 94.
(2) سورة البقرة، الآية: 34.
(3) سورة القصص، الآية: 39.
(4) سورة الزمر، الآية: 59.
(5) رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه والطبراني في الأوسط عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه.
(6) سورة الشعراء، الآية: 111.
(7) سورة هود، الآية: 27.
(8) سورة الأنعام، الآية: 52.