فهرس الكتاب
الصفحة 190 من 393

الكفار، أو رياسة سلطانية، أو من له مآكل وأموال في قومه، فيخاف هذا على رياسته، وهذا على ماله ومأكله، فيُؤثر الكفر على الإيمان عمدا. اهـ [1] .

2 -كفر الإباء والاستكبار: وهو أن يعرف الحق ولكن الذي يدفعه إلى عدم اتباعه الترفع والتعالي على الحق أو على أهله، وهذا ككفر إبليس اللعين، وفي ذلك قال الله تبارك وتعالى {إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} [2] .

وقال تعالى عن فرعون وقومه {واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق} [3] ، وقال تعالى {بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين} [4] ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى.

ومما يبين خطورة الكبر وشؤمه ما ورد في الحديث من قوله - صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) [5] .

ومن هذا قول الكفار لنوح عليه السلام {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} [6] ، وقولهم {وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا} [7] ، فكان الذي منعهم من الإيمان به هو إيمان الضعفاء والمساكين به واتباعهم إياه.

ولذلك طلب كفار مكة من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرد الضعفاء والفقراء من مجلسه حتى يستمعوا إلى دعوته فأنزل الله تعالى {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي } الآية [8] .

(1) مفتاح دار السعادة لابن القيم ج 1/ 94.

(2) سورة البقرة، الآية: 34.

(3) سورة القصص، الآية: 39.

(4) سورة الزمر، الآية: 59.

(5) رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه والطبراني في الأوسط عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه.

(6) سورة الشعراء، الآية: 111.

(7) سورة هود، الآية: 27.

(8) سورة الأنعام، الآية: 52.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام