وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون [1]
خامسا: وباعتبار الإطلاق والتعيين ينقسم الكفر إلى: كفر النوع (التكفير المطلق) ، وكفر التعيين (تكفير المعين) .
سادسا: وباعتبار ما يتعلق به سبب الكفر، فإن أسباب الكفر متعددة، فمنها حب الدنيا، واتباع الأسلاف وتقليدهم، إلى غير ذلك من الأسباب المؤدية إلى الكفر وهي كثيرة.
سابعا: وباعتبار كونه مخرجا من الملة أو لا؟ ينقسم الكفر إلى: كفر أكبر مخرج من الملة، وتندرج تحته كل الأقسام السابقة.
وكفر أصغر غير مخرج من الملة أو كفر دون كفر، وهو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان لفاعلها.
وسنتكلم هنا عن كل قسم مما ذكرنا بشيء من الاختصار، وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان ما يتعلق بموضوعنا من هذه الأنواع بشيء من التفصيل، فنقول:
أنواع الكفر باعتبار بواعثه تنقسم إلى:
1 -كفر الجحود والتكذيب: وهو أن يعرف الحق بقلبه ويجحده ويكذب به بلسانه، ومن هذا النوع جَحد اليهود لنبوة ورسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - مع علمهم أنه نبي من عند الله تعالى، وفي هذا يقول الله تبارك وتعالى {وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور} [2] ، وقال تعالى عن بني إسرائيل {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} [3] ، وقال تعالى {وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون} [4] .
قال ابن القيم رحمه الله: وغالب ما يقع هذا النوع فيمن له رياسة علمية في قومه من
(1) سورة النحل، الآية: 88.
(2) سورة لقمان، الآية: 32.
(3) سورة النمل، الآية: 14.
(4) سورة العنكبوت، الآية: 47.