3 -كفر الشك والظن: وهو أن لا يكون القلب متيقنا بالوعد والوعيد بل شاك فيه، كما قال تعالى عن الكفار أنهم قالوا لرسلهم: {وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب} [1] .
وقال تعالى {وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين} [2] .
4 -كفر التقليد: وهو أن يعارض الكفار دعوة الرسل بما كان عليه الآباء والأسلاف فلا يؤمنوا بما خالف ذلك، وهذا كما قال تعالى {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا} [3] ، وقال تعالى {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا} [4] .
وهذا النوع أكثر ما يعارض به الكفار رسلهم حينما يدعونهم إلى الله تعالى وهو في الأمم كثير.
5 -كفر الجهل: وهو عدم العلم بدعوة الرسول إما بسبب إيثار الدنيا على الآخرة، أو بسبب متابعة لما عليه الأسلاف، أو غير ذلك من الأسباب المانعة، ولا يكون الجهل في هذه الحالة عذرا، كما سيأتي بيانه إن شاء الله في الفصل التاسع من الجزء الثاني.
وفي ذلك يقول الله تعالى {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون} [5] ، فسماهم الله مشركين مع وصفهم بعدم العلم - الجهل - وهذا المعنى كثير في القرآن.
6 -كفر الإعراض: وهو أن لا يتعلم دين الله تعالى ولا يعمل به مطلقا، وهذا كما
(1) سورة إبراهيم، الآية: 9.
(2) سورة الجاثية، الآية: 32.
(3) سورة البقرة، الآية: 170.
(4) سورة المائدة، الآية: 104.
(5) سورة التوبة، الآية: 6.