قال تعالى {والذين كفروا عما أنذروا معرضون} [1] ، وقال تعالى {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه} [2] ، وقال تعالى {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} [3] .
ومن المعلوم أن هذا الإعراض لا يكون كفرا إلا إذا منع صاحبه من اتباع الرسول جملة، أو منعه من تعلم ما يدخل في أصول الدين ثم ينبني على هذا الجهل الوقوع في المكفرات.
فليس كل إعراض مكفرا بل المكفر منه ما كان سببا إلى الكفر بأي وجه كان، وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان هذا النوع بتفصيل في شرح مسألة الجهل والعذر به في الباب التاسع.
7 -كفر الاستهزاء: وهو أن يظهر الكفار سخرية بدعوة الرسل أو بمن يستجيب لها بسبب دينهم، أو بشعيرة من شعائر الإسلام أو عبادة من عباداته، وفي ذلك قال تعالى {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [4] .
وقال تبارك وتعالى {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا} [5] ، فقد سمى الله تعالى من يستهزأ بآيات الله كافرا، ومن يجلس معه مختارا بغير إنكار ولا قيام عنه منافقا، وسيجمع الله تعالى بينهم في نار جهنم يوم القيامة.
وسيأتي بيان حكم هذا النوع من الكفر بتفصيل في الباب الخامس إن شاء الله تعالى.
(1) سورة الأحقاف، الآية: 3.
(2) سورة الكهف، الآية: 57.
(3) سورة طه، الآية: 124.
(4) سورة التوبة، الآيات: 65 ـ 66.
(5) سورة النساء، الآية: 140.