فهرس الكتاب
الصفحة 80 من 477

فيا أيها الآباء والأولياء: الله الله في رعاية الأبناء ومن تحت أيديكم من النساء قال - تعالى-: (( يا أيها الذين قوا أنفسكم وأهاليكم ناراً ) )، واعلموا أنهم أمانة عندكم سوف تسألون عنها يقولُ - صلى الله عليه وسلم: (كُلُكُم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيتهِ، فالإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيتهِ، والرجلُ راعٍ في أهلهِ ومسؤولٌ عن رعيتهِ، والمرأةُ في بيتِ زوجها راعيةً ومسؤولةً عن رعيتها) رواهُ البخاري ومسلم، ويقول - صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرءِ إثماً أن يُضيِّعَ من يقوت) رواهُ أبو داود، وقال - صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله سائلٌ كلُّ راعِ عمَّا استرعاهُ الله، حفظَ أم ضيَّعَ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتهِ) رواهُ ابن حبان، وحسنهُ الألباني، فأعد للسؤالِ جواباً، وللجوابِ صواباً.

ألا وإن من البلايا - عباد الله - ما أحدث في بعض الأماكن والمصايف من أمور منكرة كحفلات الأغاني الساهرة التي يجلب لها الفنانون والفنانات، وتعد لها المسارح الكبيرة، تلك الحفلات والمهرجانات والمناسبات التي عمودها الغناء وآلات المعازف، وخيمتها الغفلة عن ذكر الله - جل وعلا -، والغناء - يا عباد الله - من المحرمات التي استهان بها كثير من الناس إلا من عصم الله قال الله - تعالى-: (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين * وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم ) )قال أكثر المفسرين: المراد بلهو الحديث في هذه الآية الغناء، ويحلف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بالله الذي لا إله إلا هو - ثلاث مرات - إنه الغناء، وكذا قالَ ابنُ عباس، وجابرُ، وعكرمةُ، وسعيد بنُ جبير، ومجاهدٌ ومكحول وغيرهم، (تفسير ابن كثير 3/703) . قال الإمام أحمد: الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني، وقال الفضيل بن عياض: الغناء رقية الزنا، واستماع الأغاني والمعازف سبب لأنواع العقوبات في الدنيا والآخرة، قال ابن القيم:"والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارُب أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم وفشت فيهم واشتغلوا بها إلا سلط الله عليهم العدو، وبُلو بالقحط والجدب، وولاة السوء"آهـ.

فتجنب - أخي المسلم - وجنب مَنْ تحت ولايتك مواقعَ اللهوِ والفسوقِ والعصيان كالحفلاتِ الغنائيةِ، والتجمُعاتِ المختلطة، فإنَّ اللهَ يُمهِلُ ولا يُهمل، وإنَّ اللهَ يَغَارُ وغيرتَهُ أن تُنتَهكَ حُرمَتَهُ يقولُ النبي - صلى الله عليه وسلم: (في هذه الأمةِ خسفٌ ومسخٌ وقذف) فقالَ رجلٌ من المُسلمين: يا رسولَ اللهِ ومتى ذاك؟ قال: (إذا ظهرت القِيناتِ والمعازفِ، وشُربت الخُمور) رواهُ الترمذي وصححهُ الألباني، فلا تأمن من مكرِ اللهِ - تعالى-، ولا يأمن من مكرِ اللهِ إلاَّ القومُ الخاسرون.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام