فهرس الكتاب
الصفحة 210 من 477

خالد بن عبد الله الغليقة

المسؤول الكبير بذل نفسه وجهده لخدمة المجتمع وتنفيذ البرامج التي ترفع من مستوى أفراده، وتفعيل المشاريع التي ترقى بالمستوى اللائق بدولة عالية المبادئ، وسامية الأخلاق، ولها أصالة عريقة وشخصية متميزة، وتملك إمكانيات مادية ضخمة جدًّا جدًّا.

لكن…الواقع الذي يجب أن يعترف به كل من يعرف همة المسؤول الكبير ويخشى عليها أن تتحطم، ويحمل هم الجهود المبذولة والمادة الممنوحة ويخاف عليها من أن تنضب هو أن هناك مغايرة بين الواقع والمأمول الذي من أجله بذل المسؤول الكبير نفسه وجهده، وأن هناك مفارقة بين المشاهد والغاية المنشودة والتي من أجلها بذلت المادة الضخمة.

والسبب يكمن في نظري بالمسؤول الصغير، فهو المراسل والواسطة بين المجتمع وذاك المسؤول. ولهذا كانت مهمة السفير الكبيرة هو نقل الصورة الصحيحة لحكومته وبدقة متناهية خالية من رأيه الشخصي ونزعته النفسية، كساعي البريد في نقل الرسائل. ورأيه الشخصي ونزعته النفسية تأتي في المرتبة الثانية إذا طلب منه، فهذه مقدمة.

ومثالها قضية السياحة الداخلية: يتبين لمن يحمل غيرة على المجتمع، ولديه حسرة على ما يبذل لخدمته من قبل المسؤول الكبير أن المراسل أو السفير أو الواسطة بين المسؤول الكبير والمجتمع وهو المسؤول الصغير ينقل للمسؤول الكبير رأيه الشخصي ونزعته النفسية بدلاً من الصورة الصحيحة والواقع الصريح، فتبنى البرامج على هذا الرأي، وتبنى المشاريع من خلال تلك النزعة، فتصادم دين المجتمع وتعارض رؤيته وتخالف نفسيته، ولهذا لو طلب منه إحصائية أو استبيان أو استفتاء المجتمع على هذا الأمر لتأخر؛ لأنه نقل رأيه الشخصي، وأبان عن نزعته النفسية.

ولهذا أقول: من الذي قال: إن 70% من المجتمع السعودي يعرف السياحة بأنها إعطاء الحرية لممارسة السلوك المشين، كمضايقة الشباب للنساء في الأماكن العامة، وإساءة الأدب وسلوكيات لا تليق بهذا المجتمع الإسلامي، ولا بهذه الحكومة الإسلامية وخاصة في نظر الأجنبي، أو إن 60% من المجتمع السعودي يرى أن السياحة هي الخروج عن المألوف من الأخلاق الحسنة إلى السلوك الهابط، كإزعاج بقية السواح بالغناء الصاخب، ورقص الشباب أمام أعين الجميع! فهذا انفلات عن الأخلاق التي عرف بها هذا المجتمع من بين جميع الشعوب، وتميزت بها هذه الدولة من بين جميع الدول، وخاصة في نظر بقية الوافدين.

وأين الدراسة التي تقول: إن 50% من أهل هذا البلد الإسلامي يرى التلازم بين مفهوم السياحة، وترك المبادئ الإسلامية، كالتحول في قضية حجاب النساء، وإظهار المرأة شيئاً من زينتها المحرمة شرعاً عند الرجال، وجلوس الرجال في الأماكن العامة وقت الصلاة: مظاهر تخالف مبادئ هذا البلد الإسلامي في عين العقلاء مسلمهم وكافرهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام