فهرس الكتاب
الصفحة 229 من 477

فهد عبد العزيز الشويرخ

في عصر أصبح فيه للسياحة شأن عظيم، وصار الناس يستعدون لها، ويرصدون لها المبالغ الكبيرة من أموالهم، ويخصصون لها الكثير من أوقاتهم، حتى أصبحت عند الكثيرين من لوازم الحياة، ومن ضروريات ومتع الإجازات، وقد ازدهرت صناعة السياحة في هذا العصر، وتطورت وسائلها، وتنوعت طرقها بشكل كبير، وبلغت عائداتها مئات المليارات من الدولارات، وعدد السائحين مئات الملايين، هذا ويقدر عدد السائحين من بلاد الحرمين بأكثر من ثلاثة ملايين سائح، يصرفون مليارات الريالات سنوياً"، (1) وقد كان أسلافنا يجوبون الأرض شرقاً ومغرباً جهاداً في سبيل الله، ودعوة إلى دين الله، بأقوالهم وأفعالهم وسلوكهم وحسن تعاملهم (2) هذه هي سياحتهم، أما سياحة كثير من الناس في هذا العصر فهي بعيدة كل البعد عن سياحة السلف، فالسياحة عندهم تعني اللهو، واللعب، والمتعة."

لقد أولع الكثيرون بالسياحة، وأخذت بلباب عقولهم، مما أوقعهم في بعض المخالفات والتجاوزات، بل إن البعض منهم أصبحت السياحة لديه سياحةً ماديةً شهوانيةً، تقوم على الفساد، وهدم الأخلاق، وهتك الحياء، حتى غدت السياحة في كثير من وسائلها، وطرقها، وقنواتها، ومجالاتها، تقليداً للكفار؛ مما جعلها في بعض جوانبها استكمالاً لعملية الغزو الفكري، والتغريبي، الذي ابتليت به الأمة، فكان من الواجب بيان مفهوم السياحة من الناحية الشرعية، وضوابط السياحة.

مفهوم السياحة:

مفهوم السياحة لدى الكثيرين أنها: التنقل من بلد إلى بلد، أو داخل البلد الواحد، للترفية، واللهو، والمتعة، والتنزه، أما عند المشتغلين بدراسة ظاهرة السياحة فقد تعددت تعريفاتها"تبعاً لتعدد اهتماماتهم حتى خلصت بعض الدراسات إلى ثمانين تعريفاً مختلفاً للسياحة" (3) فما مفهوم السياحة في الإسلام؟

لقد وردت كلمة السياحة في مواضع من القرآن الكريم والسنة النبوية بمعان متعددة ومن المعاني التي وردت بها ما يلي:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام