فهرس الكتاب
الصفحة 309 من 477

أغلى من الذهب

وهل هناك ما هو أغلى من الذهب؟!

نعم إنه الوقت، فالوقت هو الحياة وكفى!

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ( اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) صحيح الجامع 1077، يا بن آدم إنما أنت أيام مجموعة، إذا ذهب يومك ذهب بعضك!!

ضياع الوقت.... دمار لحياة العمر.

ضياع الوقت.... آفة هذا العصر.

ضياع الوقت.... يدمر آلاف الطاقات ويخفيها.

ضياع الوقت.... خسارة في الدنيا وندامة وغبن في الآخرة.

كم من شعوب بأسرها سقطت, وهوت لما استخفت بالوقت, واستهلكها الفراغ،وعمت في أرجائها البطالة

قال الحسن البصري - رحمه الله: أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد حرصاً منكم على دنانيركم ودراهمكم!! فحياة المؤمن والمؤمنة ليس فيها إجازة بل كلها طاعة, وعبادة لله رب العالمين (الدنيا ساعة.... فاجعلها طاعة) (النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية)

السياحة بين مفهومين؟!

السياحة - وللأسف - مفهوم قلب في هذا العصر عن حقيقته وعُمّي عن مقاصده. فالسياحة في القرآن والسنة بمعنى: الصيام، وطلب العلم، والجهاد في سبيل الله، وتأتي بمعنى الخروج للدعوة إلى دين الله، والفرار من الفتن لعبادة الله، ولطلب كل ما يقرّب إلى الله. قال - تعالى: { الحامدون السائحون الراكعون...} وقال - صلى الله عليه وسلم: (( إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله ) )حديث حسن - المشكاة 724. ولكن هذا المفهوم أخذ في عصرنا الحاضر منحىً آخر, ومفهوماً مغايراً فالساحة في عرف كثير من الناس اليوم عبارة دالة على: الترويح عن النفس، الاصطياف، الخروج من القيود الشرعية والعرفية، الانفتاح العالمي في التمدن, والترفيه، التعرف على البلدان, والأمصار, والآثار، إعطاء النفس خلال الإجازة - كلما تشتهيه من منظور, أو مسموع, أو مطعوم, ولو كان من الحرام!! نسألك اللهم فعل الخيرات, وترك المنكرات, والثبات على دينك حتى الممات.

أنت... والدعاء؟

(الدعاء هو العبادة) كلمة نبوية جامعة، وأنت أخي المصطاف أحوج ما تكون في سفرك إلى الدعاء. فإذا خرجت من بيتك فقل: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله. فإنه يقال لك: هديت وكفيت ووقيت ويتنحى عنك الشيطان.

فإذا نويت السفر وركبت راحلتك وتجاوزت البنيان فادع وتأمل بما كان يدعو به - صلى الله عليه وسلم -في أسفاره: (( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى.... ) )فلا تك بفعلك وسفرك مخالفاً لدعائك، ولا تكن بعيداً عن أهل البر والتقوى والعمل المرضي إذا نزلت منزلاً فأقرأ الدعاء المأثور: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) فإنه حفظ لك، ولأبنائك من كل مكروه بإذن الله - تعالى -.

ولا تنس أخي المسافر أن لك دعوة مستجابة وعدك بها حبيبك - صلى الله عليه وسلم - فادع لنفسك ولوالديك, وأبنائك, ولمريض من أقاربك، ولمنكوب من إخوانك المسلمين. فإنها دعوة مستجابة لهم.... ولك مثلها.

من آداب الرحلات

• أنوِ برحلتك وتنزُهُك رضى الله لكي تُؤجر عليها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام