فهرس الكتاب
الصفحة 281 من 477

بين التطلّع للخارج وكفاية الداخل

الشباب السعودي أين يتجه صيفاً؟

عبد الفتاح الشهاري - الرياض

17/5/1427هـ الموافق له 13/06/2006م

يستقبل الشباب والطلاب في السعودية هذه الأيام أشهر الإجازة الصيفية بعد مضي عام كامل قضوه في سباق طويل على مدى العام يتصيّدون فيه الدرجات والتقديرات، ويترقّبون في نهايته المحصلة بكل ما فيها من رهبة ووجل.

والإجازة الصيفية لا تفتأ تشكل هاجساً مهماً لدى المعنيين في التربية والتعليم، لما تحتضنه هذه الإجازة من وقت فراغٍ يمتد إلى ثلاثة أشهر، وهي فترة كفيلة بأن تساهم في بناء الطفل بإضافة صفة أو خصيصة على شخصية الطفل، أو المراهق سلباً كان أو إيجاباً، ولذا فقد رصدت وزارة التربية والتعليم السعودية ممثلة بالإدارة العامة للنشاط الطلابي مبلغ عشرة ملايين ريال ميزانية لأنشطة المراكز الصيفية التي تؤمن الوزارة بأن لها دوراً في بناء الشخصية المتوازنة للطالب في ضوء العقيدة الإسلامية الصحيحة، وتأكيد اللحمة بين أبناء المجتمع، مع التركيز على جانب الإثراء التربوي الحواري، وفتح المجال لمشاركة المفكرين.

المخيمات الصيفية:

المخيمات الصيفية جزء من الحياة الاجتماعية التي يعيشها المجتمع السعودي أثناء الإجازة الصيفية، وتهدف هذه المخيمات إلى إقامة التواصل بين الشباب المسلم وتربيتهم، وغرس روح الانتماء إلى الأمة في نفوسهم، وترسيخ مبدأ التضامن الإسلامي للمحافظة عليهم من الانحراف الفكري والأخلاقي، وتتنوع فعاليات هذه المخيمات، وبرامجها، وأنشطتها، والتي تحوي في عمومها على الجمع بين الجد، والمرح، والترويح، مما يساعد على اندماج الشباب وتفاعلهم مع فقرات البرامج التي تهدف إلى تنمية معارفهم وصقل مواهبهم، وإكسابهم مهارات جديدة.

صيف الخارج:

ومع الاهتمام الذي تحظى به المراكز الصيفية والمخيمات إلا أن ذلك لا يمنع من توجه العديد من العائلات السعودية إلى خارج البلاد لقضاء إجازاتهم الصيفية؛ ففي حين يفضل الكثيرون استثمار المال في البقاء داخل البلاد، إلا أن التنافس المحموم للوصول إلى أقصى البلاد السياحية الخارجية يجعل من جيوب الآباء مرتعاً خصباً لشركات السياحة والطيران، وتُعدّ (أستراليا) من أولى الدول الأجنبية الأكثر تفضيلاً لدى السائح السعودي، تأتي بعدها (تركيا) ، ثم الدول الأوروبية، وتأتي (لبنان) في مقدمة الدول العربية، وبعدها (مصر) ، غير أن الأحداث السياسية الأخيرة في (لبنان) أثرت قليلاً في معدل الإقبال، يوازيه تراجعٌ آخر عن السياحة في (شرق آسيا) بعد أحداث إعصار (تسونامي) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام