أبو عبدالله التويجري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فقد طلب مني بعض إخواننا في الحي أن أقدم ورقة حول الإجازة فكتبتها على جهة السرعة ورغب إلي بعض الأخوة نشرها وهي ضميمة إلى جهودٍ متتابعة في هذا المجال.
من المعلوم لكل مسلم أن حياته مجال عمله ومزرعة آخرته فحياته لها معنى يختلف عن البهائم والأنعام ومن هم على شاكلتها أو أضل لذا لا يصح أن يوجد في قاموسه أو جدول أعماله ـ انقطاع أو توقف ـ فهو وإن توقف عن عمل نظامي أو بدني فإن قلبه ولسانه وفكره يكون عامراً بمعالي الأمور..وهو كذلك يعلم أن الصحف التي يكتب بها الملائكة لن تتوقف مادام له نفس يتردد أو عقل سليم.
والناس تجاه الإجازة لهم مذاهب في الأسلوب الذي يقضونها فيه، فهناك من يقف نفسه لطلب العلم واستثمار الفرص المتاحة في ذلك، ومنهم من ينفر في سبيل الله للدعوة وتعليم الناس ما يخفى عليهم.
ومنهم من يضرب في الأرض ابتغاء التجارة.
ومنهم من يذهب بعائلته إلى البلاد المقدسة.
ومنهم من يذهب بعائلته سياحة في أرجاء البلاد.
ولا شك أن لكل قوم ما يناسبهم ويلائم طرائقهم، لكن يجب تحري الشرع في كل ذلك وفق كل مطلب يقصده الإنسان.
وحول تلك الأمور أقدم بعض النصائح التي أراها مناسبة وهي تسمو بما لدى الأخوة من إضافات وقدرة فائقة على التطبيق.
1ـ تذكر فقه الأولويات وترتيبها حسب الأهمية وتنبه إلى مسألة أن ليس كل ملح عليك هو الأهم في حياتك وعلى أية حال تذكر أهمية التوازن في أخذ الأمور والاعتدال فهو أحد علامات النجاح والاستمرار.
2ـ اقرأ حول الموضوع سواء من الكتب أو المقالات أو استماع الأشرطة التي تخدم في رسم البرنامج والاستفادة من الوقت وعلى سبيل المثال (فتاوى وتوجيهات في الإجازة والرحلات) لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -، و (ترتيب الأولويات طريق النجاح) لـ د. عبداللطيف الخياط، و (الفوضوية في حياتنا) عادل بن محمد العبد العالي، و (125 طريقة لحفظ الوقت) محمد بن صالح العبدالله، و (وصايا الأباء للأبناء) د. محمود شاكر سعيد.. وغيرها.
3ـ المحافظة على الرصيد العاطفي، إذ هناك من يحسن على عياله فترة الإجازة ويقدم لهم كثيراً من الخدمات.. ولكن يختم ذلك بنوع من التعامل الفظ الغليظ الذي يسحب كل ما لديه من أرصدة سابقة، وانظر في ذلك مقال لفضيلة الشيخ د. يحيى اليحيى في موقع (طيبة) .
4ـ الترفيه المشروط، وأعني بذلك تضمين الترفيه والنزهة أهدافاً سامية واستثمار الأحداث التي يمر بها الإنسان والتعليق على المواقف سلباً أو إيجاباً، وأن لا تمر الأوضاع والحالات الاجتماعية دون فحص وتحقيق مع الدوافع والأسباب والنتائج.