د. نهى قاطرجي
مسكين أنت أيها اللبناني...عنوان قد يشعر القارئ بمضمونه قبل أن يقرأ محتواه، ما الجديد الذي يمكن أن يأتي به هذا المقال أكثر من المشاعر الملتهبة والاستنكار الصارخ من شعب عانى الأمرين من ظلم العدو الطامع دوماً في أرضه ومياهه؟ ما الجديد الذي يمكن أن يأتي به والناس أصبحوا يرون ويشاهدون بأعينهم وفي اللحظة نفسها ما يجري في هذا البلد الذي لا تتعدى مساحته الـ 10452 كم مربع... هذا قبل أن يقرض اليهود بعضا من كيلومتراته...
مسكين هذا الشعب اللبناني ومن قبله الشعب الفلسطيني والعراقي والأفغاني، ومن بعده المصري والسعودي والقطري وكل مسلم يعتقد بأن بالسعادة تأتي عن طريق إنجاب الأولاد وجمع الثروات والتلهي بشؤون الدنيا، لذلك نجد كثيراً من أبناء هذا الشعب يرفضون الحرب الدائرة على الأراضي اللبنانية اليوم ويتمنون لو يستطيعون أن يبرموا اتفاقية سلام مع العدو معتقدين بأن هذا سيحميهم من بطشه وجبروته من جهة، ويجعلهم يعيشون آمنين سعداء في وطنهم وأرضهم من جهة أخرى. وقد تناسى هؤلاء أنهم يتعاملون مع أمة ضالة عرفت منذ فجر التاريخ بالغدر والخيانة ونقض العهود، لذا فتصرفها اليوم لا ينتج عن خطف أسير أو قتل جندي بل وفق أسطورة تاريخية تدعو إلى بناء دولة يهودية من النيل إلى الفرات تكون مقرا نهائيا لكل يهود العالم. لذلك تجدها تتحين الفرص لتحقيق حلمها عند أول مناسبة...
إن إسرائيل، وإن كانت تعلم علم اليقين بأنها لن تنجح في محاولتها بفرض الاستسلام على الشعب اللبناني، وبأنها ستلقى مقاومة عنيفة من أبناء هذا الشعب، ولكنها على الأقل ستستمر في منعه من العيش بسلام وكرامة، وتدفع بالكثير من أبنائه إلى الهجرة للتخلص من وحشية دولة لا يدري متى تقرر أن تهاجمه وتهدم ما بناه لسنوات طوال...
مسكين هذا الشعب اللبناني لسببين: الأول أنه وإن تمتع بهذه الزينة على الأرض لبعض الوقت، إلا أن هذا لن يدوم، لأن اليهود بالمرصاد وهم لا يحاربون بالسلاح فقط ولكن بالاقتصاد أيضا، وهم لا يؤمنون بحق الشعوب في الحياة لأنهم بنظرهم غوييم من الجنس الأدنى، خلقوا لخدمة هذا الشعب الآري المميز"شعب يهود". لذلك يسيطر أغنياء يهود على مقدرات العالم وخاصة في الدول الكبيرة وهم يستخدمون الاقتصاد سلاحاً يضغطون بواسطته على حكام الولايات المتحدة من أجل الحصول على دعمهم العسكري والأمني...