فهرس الكتاب
الصفحة 380 من 477

ومن الأدعية النافعة لحفظ النفس والولد ما جاء عن عُثْمَانَ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال في أَوَّلِ يَوْمِهِ أو في أَوَّلِ لَيْلَتِهِ بِسْمِ الله الذي لاَ يَضُرُّ مع اسْمِهِ شيء في الأَرْضِ وَلاَ في السَّمَاءِ وهو السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لم يَضُرَّهُ شيء في ذلك الْيَوْمِ أو في تِلْكَ اللَّيْلَةِ » رواه أحمد

وعموم الدعاء ينفع العبد، فيرد القدر، ويدفع البلاء، ولا سيما الأدعية التي فيها تعوذ من البلاء؛ كما في حديث ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: « كان من دُعَاءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ» رواه مسلم.

وبر الوالدين، ووصل الأرحام، والإحسان إلى العباد، وإعانة المحتاجين بمال أو مشورة أو شفاعة أو غيره أسباب شرعية لحفظ العبد في نفسه وأهله وولده، كما ورد في الحديث أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالبعثة فخافه وقال لِخَدِيجَةَ رضي الله عنها: «لقد خَشِيتُ على نَفْسِي فقالت خَدِيجَةُ رضي الله عنها: كَلَّا والله ما يُخْزِيكَ الله أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ على نَوَائِبِ الْحَقِّ» رواه الشيخان.

والناس يغفلون عن الصدقة وهي من أهم أسباب الحفظ؛ كما جاء في حديث أبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ وَصَدَقَةُ السِّرِّ تطفئ غَضَبَ الرَّبِّ وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ في الْعُمُرِ» رواه الطبراني بسند حسن. وفي حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ عن مِيتَةِ السُّوءِ» رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ غَرِيبٌ.

فحري بالمسلم أن يأخذ بهذه الأسباب الشرعية مع عنايته بالأسباب المادية ليحفظه الله تعالى في حضره وسفره، ويحفظه في أهله وماله وولده [فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ] وصلوا وسلموا على نبيكم...

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام