فهرس الكتاب
الصفحة 83 من 477

عبد الرحمن الوهيبي

الحمد لله وبعد: لقد انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة سفر العائلات (الرجل وزوجته وأولاده ذكوراً وإناثاً) وقد يسافر الأبناء والبنات مع والدتهم دون والدهم وذلك لقضاء الإجازة في بلاد كافرة أو دول عربية التي تنتشر فيها المنكرات... فأصبح بعض بني قومي - هداهم الله - يتباهون بذلك ويفتخرون به بعد عودتهم لينشروا دعاية لتلك البلاد متجاهلين ما يترتب على السفر من مفاسد على الدين حيث ترتكب محرمات بحجة الضرورة كالتصوير ومفاسد على الأخلاق بما يرونه من أخلاق منحرفة وسلوكيات معوجة ومفاسد على العقيدة بما يقابلهم من شعوذة وسحر وكهانة كقراءة الكف ونحوها وقد قال: - صلى الله عيه وسلم - من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد- صلى الله عيه وسلم -، ومفاسد مالية حيث التبذير والإسراف في المباحات وكذلك في المحرمات كما يفعل كثير من الشباب حيث ينفقون على شهواتهم المحرمة الخمور والفواحش ودخول المراقص والملاهي الشيء الكثير.

لذا أصبحنا نرى في الأيام التي تسبق الإجازة ذهاب بعض الرجال بنسائه إلى محلات التصوير لتصويرهن (عند الرجال) بلا داع من حياء! أو زاجر من غيرة! أو حاجز من دين!! ليضعوا صورهن على جوازات السفر... والتصوير لهذا الغرض لا يجوز (كما يفتي علماؤنا) ولو كانت المصورة امرأة فقد قال - عليه الصلاة والسلام: {كل مصور في النار} ، وقال: {من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ} ، والسفر للنزهة والسياحة ليس ضرورة تبيح إرتكاب المحظور شرعاً. كما أن في بلادنا - ولله الحمد - من المناطق السياحية الجميلة ما يغني عن السفر للخارج كأبها والطائف وما حولهما.

والعجيب من كثير من المسافرين للخارج أنهم يحرضون غيرهم ويدعونهم تصريحاً أو تلميحاً للسفر بما ينشرونه من ثناء ومدح وبما يعودون به من صور متناسين قول المصطفى: {ومن سن سنة سيئة فعليها وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء} [رواه مسلم] .

ومن صور مباهاتهم (شاهدنا في أمريكا... وزرنا في أوروبا... ودخلنا كنيسة في... والأعجب من ذلك أن بعض المسافرين شرقاً وغرباً ليس في برنامج إجازتهم وقت لزيارة مكة المكرمة وأداء العمرة، بل وقد يكونون من السائحين في الداخل؟

وقد سئل فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله - عن ظاهرة سفر العائلات لدول عربية أو غربية، آسيوية أو أوروبية أو أمريكية، ولأجل السفر لا بد من تصوير نفسه وأولاده وزوجته وأن الذي نعرفه من فتاوى علمائنا أن التصوير لا يجوز إلا للضرورة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام