عمر عبد الله الهادي - مدير إحدى الشركات التجارية - يقول: إنه على الرغم من اعترافه بما تملكه السعودية من مقومات سياحية لا يُستهان بها؛ إلا أن فكرة التوجه إلى الخارج لا تلغي بالضرورة مكانة المملكة السياحية، وإن السياحة الخارجية - من وجهة نظره - تُعدّ رافداً ثقافياً لدى الفرد أولاً، ثم إنها تغرس مفهوم المواطنة في نفوس الأبناء بشكل أكبر حينما يلمس هو وأبناؤه مقدار الفرق بين ما تعانيه تلك البلاد، وبين ما تتمتع به بلاده من نعمة الأمن والأمان، والخيرات الوفيرة.
أما المهندس عبد العزيز السلامي؛ فيرى أنه لا بد أن يقضي إجازته السنوية متنقلاً بين مناطق المملكة من الشرقية إلى الغربية إلى الجنوب، ويجد استمتاعاً كبيراً في ذلك، ويقول: إن الرحلة المكوكية الداخلية - كما يسميها - أصبحت جزءاً لا يتجزأ من روتينه السنوي، فهي قد حقّقت له علاقات وصداقات قويّة وناجحة خلال إجازته، وبعض تلك العلاقات وطّدت ارتباطه بعمله، بل حققت له نجاحات إضافية على الصعيد العملي، فهو بذلك - كما يقول - ضرب عصفورين بحجر واحد، سياحة قريبة من أهله وذويه، ونجاحات على الصعيد العملي.
السعوديات والصيف.. لا مكان للصخب:
الصيف للمرأة السعودية ربما يرتبط بشكل مباشر بالسياسة العامة للأسرة؛ إذ تتميز الأسرة السعودية بترابط النسيج الاجتماعي بين أفراد أسرتها، ولهذا فإن المرأة السعودية - وبحكم ارتباطها طوال العام - سواء بواجباتها المنزلية كأم، أو بواجباتها الدراسية كطالبة، أو بعلاقاتها الأسرية كأخت؛ تبحث أيضاً عن متنفس تلقي من خلاله ما على كاهلها من أرق وتعب طوال العام.
أم عبد الرحيم - ربة منزل وأم لأربعة أبناء، اثنان منهم في المدرسة في المرحلة الابتدائية - تقول: إن ارتباطي وفرحي بالإجازة الصيفية لا يقل عن سعادة أبنائي، وسعادتنا بالإجازة الصيفية ليس من باب السفر والتنقلات والرحلات فليس هذا في جدولنا هو المطمع الأول، بل إننا كبشر نحتاج جميعاً لمرحلة هدوء، واسترخاء أعصاب، بعد عامٍ مضنٍ من المهام والواجبات المختلفة.
بينما ترى (ابتهاج. م) بأنها تنوي استغلال إجازتها الصيفية بأخذ موافقة والدها للالتحاق بإحدى الدورات التأهيلية، فهي مؤمنة إيماناً قاطعاً بأن التأهيل التعليمي للفتاة وللذكور خاصة في مجال الحاسب أصبح هو البوابة الأولى لدخول سوق العمل الذي يشكو من ازدحام العاطلين على أبوابه لعدم حصولهم على مؤهلات تناسب هذا السوق، فهي - كما تقول - لا تريد أن تتخيل نفسها في يومٍ من الأيام تحتضن شهادتها الجامعية بعد أن تلفها ببرواز لتغلق عليها أبواب غرفتها.
المراكز التدريبية:
وفي هذا الإطار يشدّد عبد الله الردادي صاحب مركز"التقنية"لعلوم الحاسوب بجدة على أن فترة الإجازة الصيفية تُعدّ فترة تجارية للمراكز التدريبية في مجال اللغات وخصوصاً الحاسب، وحين سألناه: من أي الجنسين يطغى الإقبال؟ قال: إنه لا يستطيع أن يبت في الأمر؛ لأن هناك إقبالاً من كلا الجنسين بعكس باقي أيام العام، والذي يطغى فيه الذكور على الإناث.
ثلاث شرائح.. وصيف واحد: