فهرس الكتاب
الصفحة 211 من 477

وأين الاستبيان، أم الاستفتاء الذي نتيجته أن 40% من هذا الشعب المتدين مستقر لديه بأن لا سياحة مع وجود رجل يمارس وظيفته الشرعية ومهمته الحكومية فيأمر بتطبيق المبادئ الإسلامية كالصلاة أثناء وقت الصلاة، وينهى النساء عن كشف زينتهن عند الرجال، ويعطل مسيرة تجار المخدرات، ويكسر زجاجة الخمر، ويقطع حبل شبكة الدعارة والخنا، ويكون سدًّا منيعاً أمام الموضات الغربية والمظاهر المستوردة في الهيئة والمظهر، وينهى عن مخالفة الأخلاق الحسنة التي عرف بها هذا المجتمع وهذه الدولة.

بعد هذا العرض يحق لنا أن نقول: إن 70% على الأقل - وعلى رأسهم الدولة - يرون أنه لا يلزم من السياحة التنازل عن المبادئ الشرعية، والتساهل في التخلي عنها.

فإن الدولة لم تقم إلا عليها في نظر أصحاب القراءة العميقة فقط للتاريخ السعودي، وهؤلاء الـ70% أنفسهم - والدولة نفسها - يطالبون بتعطيل مسيرة تجار المخدرات قبل ترويجها على أولادهم، وكسر زجاجة الخمر قبل أن تصل إلى فلذات أكبادهم، وقطع حبل شبكة الدعارة والخنا قبل الوقوع في الفضيحة والنيل من العرض والإخلال بالشرف، وقبل وقوع الفأس بالرأس.

يبقى من هذه النسبة 30% على الأكثر من المجتمع، وهم الذين يمارسون التساهل مع المبادئ الشرعية، ولديهم إخلال بالأخلاق الإسلامية، ويسعون لنشر الرذيلة، وانتهاك الفضيلة، ويخططون لإفساد العقول، وإمراض الأبدان، وعلى رأسهم المسؤول الصغير الذي لا ينقل للمسؤول الكبير هذه الصورة من المجتمع بهذه النسبة الكبيرة، والتي تزداد يوماً بعد يوم مع غياب الرقيب (رجل الحسبة) أو تغييبه، وكلما ازداد غيابه، زادت النسبة حتى يستفحل أمر المخدرات، ويستشري خطر الخمر، ويشتد حبل شبكة الدعارة، ويفلت الشباب من الدين - الذي هو عصمة المجتمع من الإجرام والإخلال بالأمن -، وما سبب ذلك إلا الثقة الزائدة من المسؤول الكبير بالمسؤول الصغير الذي لا ينقل هذه النسبة الكبيرة من المجتمع - والتي تزداد بمرور الأيام للمسؤول الكبير، بل ينقل عكس ذلك وهي أن 99% من المجتمع ما زال متمسكاً بالمبادئ الإسلامية ومتمسكاً بالأخلاق الطيبة! وليس هناك شبكة دعارة! ولا عصابة مخدرات! والشباب ما زالت همته في السماء! وهي في ارتفاع مع مرور الأيام! والشباب مهيئون للمستقبل الكبير! وقادرون على تحمل المسؤولية العظيمة، وليس هناك ما يروج له بعض - الغيورين - أن هناك نسبة من المجتمع يجب أن يمسك على يديها! وليس بصحيح ما يدعيه بعض الناصحين من أن هناك سفهاء في المجتمع يجب الحجر عليهم قبل أن يشتد عودهم فينشرون الفوضى بين الناس ويكثر خبثهم وينطبق عليهم قوله I لزينب بنت جحش - عندما سألته: أنهلك وفينا الصالحون، قال:"نعم إذا كثر الخبث".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام