فهرس الكتاب
الصفحة 266 من 477

ولاشك - أيها الإخوة الأحبة - أن هناك صورا محزنة، ومظاهر مؤسفة، وأحوالا مخزية نراها في هذه الفترة من الصيف، قد تحدث إلي بالأمس غيور، ظل يتابع الاتصال وهو يركز على وجوه النقد التي تصاحب كثيرا من ممارسات الصيف، فآثرت أن يكون حديثنا الأول هو حديث الإيجاب وحديث القواعد المؤسسة، وحديث الآيات البينة الواضحة، وحديث هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان النموذج الأمثل في اغتنام الأوقات، والذي كان مضرب المثل الحقيقي في حياة كل مسلم ومؤمن.

لكننا لابد كذلك أن ننبه إلى هذه السلبيات؛ لأنها لا تقع إلا منا نحن إما مباشرة وإما بطرق غير مباشرة، وهذه مآس كثيرة وهذه مشكلات عديدة:

أولها: مشكلات السهر والعبث

أكثر الشباب والشابات - بل وكثير من الأسر - عندما يأتي هذا الصيف لا يذوقون النوم في ليله أبدا ويسهرون الليل ينحرون أوقاته حتى الصباح، فإذا جاء الصباح قتلوه نوما وقتلوه كسلا وقتلوه سلبية، وهذا أمر ظاهر ومشاهد ولو أردت أن تجرب أن تتصل بأي بيت في صباح أي يوم لما وجدت لك مجيبا، ونرى ذلك بآثاره السلبية، فالشباب يصنعون - كما تعلمون - من التجمعات في الأماكن السكنية وفي أماكن المنتزهات ويصنعون ما هو معلوم من الأذية والمعاكسات والمغازلات وغير ذلك من الأمور المعلومة ومآس أخرى في مخازي الأسواق والمنتزهات ولعلنا هنا نتوجه إلى النساء والفتيات فإن الخروج المسف المكثر المتأخر إلى ما بعد منتصف الليل في هذه الأماكن مع قصد في التميع والتكسر، وعدم مراعاة لأحكام الحجاب وآداب الحياء ومراعاة الواقع الاجتماعي والأسري والتربوي؛ فإن هذا نعلم منه الكثير، وترى اليوم الأسواق وهي تعج بروادها كأنما كانوا في مجاعة فخرجوا يتطلبون قوتهم، أو كانوا قد عريت أجسامهم فخرجوا يشترون أكسية وأحذية أو نحو ذلك، ولاحرمة في التسوق، ولا غضاضة في قضاء الحوائج، لكنها بهذه الصورة والهيئة التي تكثر عند الناس حتى تكون كأنها جدول أعمال له في كل يوم ساعات أو له في كل أسبوع أيام والمسألة بقضاء الحاجة تنقضي في أوقات يسيرة لمن كان يطلب حاجته ويعرفها دون هذا العبث والنزهة التي تتدثر بدثار التسوق ونحو ذلك.

ومآس أخرى في السياحة والأسفار:

ليس أولها ما يصنعه كثير من النساء من نزع الحجاب مع أول درجات سلم الطائرة كأنما هناك مكان ليس فيه حكم لشرع الله أو كأنما هناك مكان يخلو ويخرج عن علم الله المحيط الشامل القائل - جل وعلا - في وصف علمه وشموله: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور (19) } [غافر: 19] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام