وهذه صور كثيرة نحن مسؤولون عنه.. قد نكون من أهلها وقد يكون بعض معارفنا أو جيراننا أو أقاربنا من أهلها، وقد يكون غيرهم من أهلها، ونحن نملك أن نقول كلمة ننصح بها أو نقدم رسالة نذكر بها، وأن نحذر مما يستهدفنا ونحن نمر في بلادنا وعلى مستوى أمتنا بأعظم هجمة شرسة تريد استئصال إسلامنا من جذوره، ونسخ تاريخنا من أصوله، وفوق ذلك كذلك نجد أننا نمر بأشد الظروف التي تكاد فيها أوضاع أمتنا في داخلها تموج بكثير من المتغيرات والاضطرابات، فهل يحسن بنا مع ذلك كله أن نبقى على غفلتنا، وأن نبقى على السر الأعظم في سبب بلائنا ونكباتنا ومصائبنا والسبب الأساس في تسلط أعدائنا وهو مخالفتنا لأمر الله وتنكبنا لهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.. {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} [الروم: 41] .
فالله الله في أبنائكم وبناتكم، والله الله في أوقاتكم وأيامكم ولياليكم وساعاتكم، والله الله في قلوبكم ونفوسكم، والله الله في الفرص العظيمة والأبواب المشرعة من الخير، لعل الله - سبحانه وتعالى - أن يعوضنا كثيرا مما فرطنا فيه، وأن يجعل هذه الأوقات المتاحة فرصة لننجز عملا نخدم به أنفسنا نعلي به إيماننا نعظم به أجورنا ننصر به أمتنا نقوي به مجتمعن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة