فهرس الكتاب
الصفحة 265 من 477

القراءة المجني عليها لا يعرف أبناؤنا كثيرا من كتاب ربهم، ولا من سنة نبيهم، ولا من سيرة مصطفاهم، ولا من صفحات تاريخهم، ولا من علوم شريعتهم، ولا من حقائق واقعهم، ولذلك تجد الطلاب وقد صاروا اليوم كأنما عقولهم ورؤوسهم فارغة حتى ما يقرؤونه في مدارسهم يقرؤونه ليفرغوه على أوراق الاختبارات، ثم يحاولون بكل جهد أن ينسخوه من عقولهم، وأن ينظفوها حتى لا يبقى فيها أي أثر من آثار تلك المعلومات والقراءات والفرصة سانحة والوقت متسع والمنهج لو أراد الآباء والأمهات ومؤسسات المجتمع والحكومة أن تبسط ميادين المنتزهات فحسب أين هي المكتبات؟ أين هي المسابقات؟ أين هي القراءات؟ أين هي المجالات التي ينبغي أن يأخذ بها أبناؤنا؟

وأستحضر هنا خبرا تافها سخيفا، لكنه أخذ حظا وافرا في وسائل الإعلام كلها قصة ابتكرتها امرأة إنجليزية قصة خرافية عن شخصية خيالية، وجعلت لها اسما ثم أصدرت لها كتابا فتلقاه القوم - وهم يقرؤون ويحبون أي شيء بالقبول العظيم - حتى توالت الأجزاء، وجنت هذه المرأة من هذه القصة ستمائة مليون جنيه إسترليني - كما يقولون - وعندما نزل الجزء الأخير نشر في الصحف أن المكتبات في بعض الدول الكبيرة المشهورة في بلاد الغرب سوف تداوم أربعا وعشرين ساعة حتى تلبي احتياجات الناس من الإقبال على هذا الكتاب.

قد نقول سخافة وقد نقول ضياع لكنهم يقرؤون وربما نجد سوق الكتاب وهو يشكو الحزن الأليم حتى إن ما يطبع باللغة العربية في العام الواحد لا يبلغ إلا خمس ما يطبع في بريطانيا وحدها فقط ويصدق حينئذ فينا قول أعدائنا إننا أمة لا نقر.

أنتم - معاشر الآباء - فضلا عن الشباب أليس في فرص الإجازات ميدان لنقرأ في السيرة.. لنقرأ في تاريخن.. لنقرأ ما ينفعنا لنعرف ما يجري حولنا وهذه قضية أخرى مهمة.

والثالثة: ميدان الترفيه

وهو أيضا يمكن أن يكون نافعا ومفيدا، لقد كان لهو السابقين من أسلافنا لهو بالخيل، وكان نور الدين زنكي القائد العادل المقاتل المجاهد العظيم كان لعبه بالكرة على الخيل يعطفها يمنة ويسرة يقول: (ما أريد بها إلا الاستعداد للجهاد) .

وكم هي فرص الترفيه التي يمكن أن تكون نافعة ومفيدة، والمراكز الصيفية - بحمد الله - تقدم كثيرا من هذا النافع المفيد المثمر الذي يدخل السرور ويغير النفس، ومع ذلك يكسب المهارة الجديدة والمعلومة الجديدة والمعرفة الجديدة، إضافة إلى أجواء من الأخوة والتعاون وغير ذلك.

والعمل ميدان أيضا لاغتنام الوقت والاستفادة من الطاقات:

العمل للشباب والشابات في صور مختلفة ولو كان عملا ذاتيا ربما لا يكون له العائد المالي لكنه له عائد تربوي ونفسي.

والسفر وما أدراك ما السفر؟ وله في جانب السلبيات باب واسع، لكنه كذلك يمكن أن يكون نافعا ومفيدا إذا لم يكن في البلاد التي يعظم فسادها، ويكثر شرها وهي بلاد أعدائنا التي ننفق فيها أموالنا وغير ذلك من الأمور التي نعرفه.

وأبواب الخير في هذا كثيرة مشرعة، المهم أن نعرف أن الفراغ فرصة للعمل، وأن المسؤولية لا يستثنى منها شيء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام