إننا نحتاج حقيقة ً إلى مصارحة مع أنفسنا وإلى استحضار عقولٍ وقلوبٍ ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. إننا لنسائل رواد السياحة بأوضح صور الصراحة، فنقول لهم: أفيدونا، يا هداكم الله: ما هي إيجابيات السياحة؟ وما هي سلبياتها؟ والجواب، أن ظننا فيهم، أن يقولوا:"إيجابياتها تكمن في التعرف على البلدان ومعرفة حضارات الأقوام ومشاهدة المناظر الخلابة والآثار العامرة.."والرابع، يقال على استحياء:"قتل الأوقات ومجاراة الناس!"
وأما السلبيات فسيجيب عنها غيورون عقلاء على أنها"لا حصر لها،"غير أن من أبرزها:"السفر إلى بلاد الكفر،"والتي نهانا النبي، - صلى الله عليه وسلم -، عن الإقامة بها، وكذا"السفر بلا مَحْرم عند البعض،"ومثله"التساهل في الحجاب بالنقص منه أو نزعه بالكلية!"وكذا"رؤية المنكرات والعري والاختلاط بين الجنسين ورؤية الكفر بالله ورسوله وانتهاك محارم الله،"وقولوا مثل ذلك في الإسراف والتبذير، ناهيك عن البعد عن جو الإيمان وطاعة الله: فلا أذانٌ يُسمع ولا قرآنٌ يُتلى ولا ذكرٌ لله، إلا ما شاء الله. ومن دَعته محبته لله إلى أن يؤدي فريضة الله، فعلى استحياء أو تخوف أو في أماكن صخب يتعذر معها معرفة القبلة أو وقت الصلاة أو أن يفقه مما أدى شيئا!
وأما ندرة الطعام الحلال، فحدث عن ذلك ولا حرج. إضافة إلى خطورة ما ذكر على الأطفال والشباب والفتيات، وما يَعلق في أذهانهم من حب اللهو والإحساس بأن ما عند أولئك خيرٌ مما عندنا، وأننا نعيش في أجواء الكبت والمحاصرة وقيد الحرية!
وإذا كنا قد ذكرنا آنفا أن السياحة على وجه العزلة للتعبد، منهي عنها، فكيف بالسياحة على وجه اللهو واللعب: ألا إن النهي أشد والمغبة أسوأ. ولو لم يكن في ذلك إلا أن المرء يذهب بنفسه وذويه إلى بلاد السوء وأرض المعاصي والكفر بالله، فلا يدري: أيُختم له في بلد الإسلام، أم في بلد الكفر؟ أفي جو الطاعة والإيمان، أم في جو المعصية وأماكن اللهو والعبث؟ والأعمال بالخواتيم!