فهرس الكتاب
الصفحة 220 من 477

وبعد، فثم سؤال آخر يطرح نفسه، ليَبين من خلاله وجه التناقض بين مآرب السياح وأرباب السياحة، وبين ما ألِفه بعضهم من جو الحفاظ والتدين. وصورة السؤال هي:"يا أيها السائح: هل أنت ممن سيقرأ دعاء السفر، إذا أردت السياحة في بلاد اللهو؟"فإن كان باحثا ً عن الحق، فسيقول:"وهل يغفل المرء المسلم دعاء السفر؟"قلنا له:"فماذا تقول في دعائك؟"فسيجيبنا:"أقول الدعاء المشهور: اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا: البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى."فنقول له:"حسبك قف! لقد قلت: البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى! فأين محل البر والتقوى والعمل المُرضي في سفرك؟! أيكون مشاهدة المنكر برا ً أو تقوى؟ أيكون الجلوس أمام ما يغضب الله برا ً أو تقوى؟ إن ذلك كله مما لا يُرضي الله، وأنت تسأله من العمل ما يُرضيه! ألا تدري ما هو البر؟ إن أجمع ما يصوره هو قوله، - جل وعلا:"لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون."ألا تدري ما التقوى؟"إنما يتقبل الله من المتقين."ألا تدري ما العمل الذي يُرضي الله؟"إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه.""

فعلينا أن نفيق، وليس عيبا ً أن يقع أمرؤ في الخطأ، وإنما العيب، كل العيب، أن يتمادى فيه ويكابر!

اللهم إنا نسألك العفو والعافية، والثبات على دينك واتباع سنة نبيك، - صلى الله عليه وسلم -.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام