3.أبحث عن رفقهٍ صالحه يعينونك على أمور دينك ودنياك وإياك أن تسافر وحدك ولا سيما بالليل روى البخاري والترمذي من حديث أن عمر أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكبٌ بليلٍ وحده ) وأخبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن (الراكبَ شيطان ، والراكبان شيطانان والثلاثهُ ركب ) ( رواه الترمذي وأبو داود وإسناده حسن هامش زاد المعاد 1/462 ) قال الخطابي ـ رحمه الله ـ ( معناه أن التفردَ والذهاب وحده في الأرض من فعل الشيطان ، أوهو شيءٌ يحمله عليه الشيطان ويدعوه إليه وكذلك الاثنان ، فإذا صاروا ثلاثةً فهو ركب أي جماعةٌ وصحبه ) ( أ .هـ ) .
4.عليك أيها المسلم بتفقد ( سيارتِكَ ) وإصلاحها فإن هذا من الأخذ بالأسباب لئلا تلقي بنفسك وبمن معك إلى التهلكة وكلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدر.
5.لقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سافر خرج من أول النهار وكان يستحب الخروجَ يوم الخميس ودعا الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يبارك لأمتهِ في بكورها ) ( أ.هـ من زاد المعاد 1/468 ) وكان إذا وَدّع أصحابه في السفر يقول لأحدهم: (أستودع اللهَ دينكَ وأمانتَكَ وخواتيم عملِك ) .
6.عندما تركب سيارتك تذكر نعمة الله عليك وكبرِّ ثلاثاً كما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعل ثم قل ( سبحان الله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون .. اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى .. اللهم هوى علينا سفرنا هذا ، وأطو عنا بُعده .. اللهم أنت الصاحبُ في السفر والخليفة في الأهل .. اللهم إني أعوذ بك مَنْ وعثاءِ السفر وكآبه المنظر ، وسوءِ المنقلب في المال والأهل ) ومعنى مقرنين: مطبقين الوعثاء هي الشدة والكآبة هي تغيّرُ النفس وضيقُ الصدر ، وسوءِ المنقلب أي المرجع .
7.مما يؤمر به المسافرون أن يؤمّروا عليهم أحَدَ هُم لأن الآراءَ تختلفُ في تعيين المنازلِ والطرق ومصالحِ السفر فبَالتأمير ينتظم أمر التدبير ، ويأمنون من الفُرقة والتنازع وقد روى أبو داود عن نافعٍ عن أبي سلمه عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إذا كان ثلاثةُ في سفر فيؤمرا أحدهم ) قال نافع فقلنا لأبي سلمة فأنت أميرنا .
8.على المسافرين إذا نزلوا منزلاً أن يقولوا ما أرشدهم إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: ( مَنْ نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلماتِ الله التامات من شر ما خلق لم يضَرهُ شيءٌ حتى يرتحل من منزله ذلك ) ( رواة مسلم ) وعليهم ألاَّ يتفرّقوا في الأودية والشعاب لما روى أبو داود عن ابي ثعلبه الخشني ـ رضي الله عنه ـ قال كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إِن تفرقكم في هذه الشعابِ والأوديةِ إنما ذلك من الشيطان فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا أنضمَّ بعضهم إلى بعض ) .