9.أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أشرف على مدينه أو قريةٍ يُريد دخولها يقول ( اللهم رَبَّ المساوات السبع وما أظلَلْنَ ، ورَبَّ الأرضين السبعِ وما أقللن ، ورَبَّ الشياطين وما أضللن ، وَرَبَّ الرياح وما ذرينَ أسألك خيرَ هذه القريةِ وخيرَ أهْلِهاَ ، وأعوذ بك مِنْ شَرّها وشَرِّ ما فيها ) ( أخرجه أبن السيني وأبن حيان والحاكم وسنده حسن"حسن الحافظ ابن حجر ) ."
10.على المسافر عندما يريد إداء الصلاة أن يؤذن وإن كان وحدة ، وعليه يقصر الرباعية إلى ركعتين وإن احتاج إلى أن يجمع بين الظهر والعصِر ، أو بين المغربِ والعشاءِ فلا بأس ويفعل الأرفق به من جمع التقديم أو التأخير ، والحمد الله على رفع الحرج ويسرِ هذا الدين .
11.يجوز للمسافر أن يصلي النافلة وهو راكبٌ ولو إلى غير القبلة قال أبن عمر رضي الله عنهما
: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي وهو مقبلٌ من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهُهُ قال: وفيه نزلت ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) وقال ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوتر على البعير ) ( رواهما مسلم ) أمَّا سائق السيارة فإنه ينبغي ألاّ يفعل ذلك لما فيه من الأنشغال والمخاطرة .
أيها المسلمون:
يشرع للمسافر الاكثارَ من الدعاء وسؤال اللهِ من فضله فإنَّ دعاءَ المسافر مستجاب إذا كان أكله حلالاً واستوفى شروط الدعاء .
وإذا أرتفع المسافر أو علا جبلاً فليكبرّ وإذا هبط وادياً أو منخفضاًَ فعليه أن يسبح قال جابر ـ رضي الله عنه ـ
: ( كنا إذا صعدِنا كبرنا وإذا تصوبنا سبحنا ) ( رواه البخاري ) ومعنى تصوبنا: أي نزلنا .
وفي حديث أبن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال ( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجيوشه إذا علوا الثنايا كبّروا وإذا هبطوا سبحوا ... )
أيها المسلم:
إذا قضيتَ حاجتك ، وأنتهت مهمتُك من سفرك ، فعجّل بالرجوع إلى أهلك ثبت في صحيح البخاري عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال ( السفر قطعةُ من العذاب:( يمنَعُ أحدَ كم طعامَةُ وشرابه ونوقه فإذا قضى نَهْمَتَهَ"أي حاجته"فليعجِّل إلى أهله ) ( فتح الباري 3/778 ) فإذا قدم بلدَه أستحُبَّ له أن يبدأ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين اقتداءً برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد كان يفعله وأمر به جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهماـ حين قدم سفر
قال: ( أدخل فصل ركعتين ) ( رواه مسلم ) .
اللهم أهدنا ويَسِّر الهدى لنا ، وأغفرلنا وأرحمنا يا خيرَ الراحمين ، اللهم احفظ المسافرين من المؤمنين في برك وبحرك أجمعين .
"أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم"
الخطبة الثانية
أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، مَنْ يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريكَ له وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ( أما بعد ) .
فيا أيها المسلمون: