فهرس الكتاب
الصفحة 141 من 477

عباد الله: مع أن السفرَ قطمٌ من العذاب ومظنهٌ للتعب والنصب حتى وإن تطوّرت وسائلَ النقل ، وتيسرتِ السبل إلا أنه لا بد منه للناس إما لحجٍ أو عمره أو جهادٍ أو طلبِ علمٍ أو رزق أو صلةِ رحم أو غير ذلك كما قيل في فوائدة:

تغرّب عن الأوطان في طلبِ العلى .. وسافر ففي الأسفار خمسُ فوائدِ تفرُّج هّمٍ واكتسابُ معيشهٍ .. وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ .

قال بعضهم ( من فوائد السفر أن صاحبة يرى من عجائبِ الأمصار ، ومن بدائع الأقطار ومحاسن الآثار ، وما يزيده علماً بقدره الله ـ تعالى ويدعوه إلى أن يشكرَ نِعَمَهُ ) .

ومن فوائد السفر: استجابة الدعاء روى أبو داود والترمذي عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٍ لا شك فيهنَ ، دعوةُ المظلوم ودعوةُ الوالد ودعوةُ المسافر ) ,

وعند سفر المسلم أو المسلمة يكتب له ما كان يعمل من الصالحات قبل السفر روى البخاري عن أبي موسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( إذا مرضَ العبد أو سافر كتب له ما كان يعمله مقيماً صحيحاً ) .

أيها المسلم المسافر:

عليك بوصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد روى الترمذي أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله: أريد أن أسافر فأوصني فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( عليك بتقوى الله والتكبيرِ على كل شَرَفٍ( أي مرتفع ) فلما وَلّى الرجل قال: اللهم أطوله البعد وهوِّن عليه السفر ) وفي الترمذي أيضاً أنه جاء إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل فقال: ( يا رسول الله إني أريد سفراً فزوّدني قال: زوّدك الله التقوى قال زدني قال وغفر ذنبك قال زدني ـ بأبي أنت وأمي ـ قال"ويسَّرَ لك الخيرَ حيثُ ما كنت ) ."

أيها المسلمون:

هذه تنبيهات أُذكِّر بها كل مسافر إضافة إلى ما سبق .

1.حينما يخطر ببالك السفر فعليك بصلاة الاستخارة ، ثبت في صحيح البخاري عن جابر بن عبدالله قال كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلمُنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورةَ في القرآن يقول: إذا هَمَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير فريضة ثم ليقل: ( اللهمَّ إِني أستخيرك بعلمك واستقدرُك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدرُ ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلمُ أنَّ هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال: عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويَسّره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شَرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجل أمري وآجله فأصرفه عني وأصرفني عنه وأقدر لي الخيرَ حيث كان ثم أرضني قال ويسمي حاجته ) .

2.عليك برد المظالم وقضاءِ الديون وكتابه الوصية وجميع مالك أو عليك .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام