فهرس الكتاب
الصفحة 130 من 477

فقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم- مشروعية ملاعبة الزوجة ومداعبتها وإن ذلك من الحق وليس من الباطل؛ وذلك لما ينتج عنه من الأثر المحمود من حسن العشرة الزوجية ودوامها.

ثانياً: الترويح الممنوع:

هناك نوع من الترويح حظره الإسلام، ولم يبح للمسلمين ممارسته، بل اعتبر الذين يمارسونه خارجين على مبادئ الإسلام وتعاليمه؛ إذ إن الترويح في الإسلام ليس بهدف ملء الفراغ، ولا قتل الوقت، ولا ممارسة اللهو، ولكن الأصل في الترويح هو ما يعود على الإنسان بالفوائد الجسمية والنفسية والعقلية، فإذا انتفت كل هذه الفوائد ولم يتحقق للإنسان منها شيء وجب على الأمة الجادة أن تحاربه، وأن تسد طريقه في وجوه الذين تسول لهم أنفسهم التلهي به، وبالتأمل في هذا النوع من الترويح الذي حرمته الشريعة الإسلامية فإنه يمكن إجمال أسباب تحريمها فيما يلي:

1-الدعوة إلى الفجور والخنا وإماتة الغيرة الدينية والشهامة، وإضعاف المعنويات ونمثل على ذلك بالغناء بالأشعار الغزلية والهزلية التي تثير الغرائز وتهيج الشهوات، وتسعّر في النفس نار الشوق إلى مواقعة الفعل الحرام، وانتهاك الأعراض، والاعتداء على الحرمات، ويتمثل أيضاً في الآلات الموسيقية والمعازف التي هي من أعظم الدوافع إلى وقوع الإنسان في الحضيض، وتنزل به إلى الحياة البهيمية، وتهيج فيه الغرائز الحيوانية، ويدعوه الشيطان بها إلى الفجور؛ ذلك أن الغناء رقية الزنى ومدخل إلى الشر والإثم والضلال، والصد عن سبيل الله، قال - تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} [لقمان: 6] .

قال ابن عباس وابن عمر وابن مسعود - رضي الله عنهم: هو الغناء وأشباهه.

2-الصد عن ذكر الله - تعالى -، والإلهاء عنه، وشغل الوقت بالباطل، ذلك أن هناك من الأقوال والأفعال ما نهى الشرع عن مباشرتها ومزاولتها؛ لأنها توقع الإنسان في حبائل الشيطان عند الإقدام عليها.

ونمثل على ذلك بالأقوال الباطلة المتضمنة للكذب والزور ولو كان ذلك على سبيل المزاح.

وكما في الألعاب التي ورد الشرع بتحريمها لما فيها من الضرر الذي يغلب ما فيها من جانب ضئيل من المصلحة إن وجد، وذلك مثل اللعب بالنرد (النردشير) ونحوه، فعن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"من لعب (بالنردشير) فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه" (12) .

الضوابط الشرعية للترويح:

يحكم الترويح عن النفس ووسائله وأدواته مجموعة من الضوابط الشرعية العامة التي إذا التزم بها أصبح حلالاً، وإذا انحرف عنها أصبح حراماً، استنبطها الفقهاء من مصادر الشريعة الإسلامية لتكون دستوراً ملزماً للمسلمين عند الترويح عن أنفسهم. من هذه الضوابط ما يلي:

1-أن يكون الترويح بنية صادقة وخالصة للتقوية والتنشيط على الأعمال والعبادات والتقرب إلى الله - سبحانه وتعالى -، بمعنى أن تكون كل الأعمال والعبادات للتقرب إلى الله - سبحانه وتعالى -؛ لأن الأصل أن تكون كل الأعمال صالحة، ولوجه الله خالصة ليس فيها شيء لهوى النفس الأمارة بالسوء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام