ناهيك أن مخالطة أولئك تضعف عقيدة الولاء والبراء والحب والبغض في الله وتكسر الحاجز الشعوري فمع كثرة الإمساس يقل الإحساس والدارسون لقضايا العقيدة وأصول الدين يدركون جيداً أن معاداة الكفار وبغضهم ، و النفرة منهم وكراهيتهم أصل أصيل وركن ركين من أصول العقيدة . !! يقول الله تعالى: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله { ويقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } المائدة51 .
والأمة أيها المسلمون لن يقوم لها شأن ما دامت تهون من شأنها وتحتقر نفسها ولو في الأمور العادية الصورية ، وإن أمة تزهد في مقوماتها وشخصيتها وترغب في محاكاة غيرها ومحاكاة أعدائها وفي مقوماتهم وعاداتهم لا ينتظر لها إلا الانحدار والهوى الأبدي في أعماق الضعة والدرجات السفلى ، فمن يعتبر من الناس المفتونين المخدوعين بأعدائهم وبتقليدهم قال إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ ( إن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين ، والتصريح لهم بالعداوة والبغض كما قال تعالى في سورة المجادلة: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} المجادلة22 ) [6]
ومن تلك الآثار تعريض الأهل والأولاد لمخاطر المنصرين المنتشرين كالجراد في أماكن تجمع السياح ، يهدونهم النشرات التنصيرية ، ويدعونهم إلى عقيدتهم الوثنية ، واعتقاد ما فيها من الخرافات الباطلة ، والخزعبلات الساقطة ، ويرغبونهم في الذهاب إلى كنائسهم المهجورة ، ناهيك عن برامجهم الترفيهية المجانية على أنغام الموسيقى ، والأناشيد الكفرية ، فلا تسل بعد ذلك عن مدى تأثر النساء والصبيان ، وحتى البالغين بذلك السيل الجارف من التنصير المركز.. وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} البقرة120
ناهيك أيها المسلم عما ينتشر بين أولئك في تلك البلاد من أمراض معدية ، وأوبئة مهلكة ..وماذا في تلك البلاد يا مسلمون ؟ إنه الكفر والإلحاد ، إنه الإباحية والفساد ، إنه الأمراض المعدية ،إنه إضاعة المال ،وكل هذه مفاسد خطيرة تكفي واحدة منها لقوم يعقلون ؟