والإسلام يمنع مثل هذا إذا توفرت فيه مفسدة واحدة فكيف إذا اجتمعت فيه تلك المفاسد !!فحين تخلف نفر من المسلمين عن الهجرة إلى المدينة وآثروا البقاء في الأرض التي ولدوا فيها ، وفضلوا البقاء بين ظهراني المشركين إذا بالقرآن ينزل متوعدا ومتهددا أولئك بقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً } النساء97 وقال صلى الله عليه وسلم:"أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين" [7] وأشد من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله"ومعنى الحديث من اجتمع مع المشرك في بلاده أو سكن معه في بيته فهو مثله في الشرك والكفر والإلحاد نعوذ بالله من الغواية بعد الهداية
وقد استثنى العلماء من ذلك المجاهد في سبيل الله ، والداعيةَ إلى الله ، والمسافر للعلاج ، أو لدراسة علم ما ينفع المسلمين أو للتجارة ، كل ذلك مشروط بأن يكون مظهرا لدينه ، عالما بما أوجب الله عليه ، قوي الإيمان بالله ، قادرا على إقامة شعائره وللضرورة حينئذ أحكامها .
ألا إنها دعوة لحماية الأنفس والذرية من نار الله الرهيبة ..
ألا إنها دعوة لترك السفر إلى مواطن الوباء ،ومعاطن البلاء امتثالا لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم
ألا إنها دعوة لأن يمتلئ المسلم قوة وعزة وأن يكون متبوعاً لا تابعا ، وأن يكون ذا سلطان ليس فوقه إلا سلطان الله ..
( [1] ) رواه أبو داود (2486 )
( [2] ) تفسير البغوي عند آية التوبة 112 .
( [3] ) تفسير ابن جرير (11/ص28-29 التوبة: 112 .
( [4] ) حادي الأرواح (1/59 )
( [5] ) رواه البخاري (7320 ) .
[6] ـ الولاء والبراء ص 20 القحطاني
[7] ـ رواه أبو داود و الترمذي