على المرجئة الخبيثة، حيث يزعمون أنّ لا يدخل النار، وقد دلّت نصوص الوعيد من الكتاب والسّنّة على جواز تعذيب صاحب الكبيرة بقدْر ذنبه، وبه قال أهل الحقّ.
وأما قولهم: (ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته) ، فإنما قالوا ذلك بدلالة نصوص الشّفاعة من الكتاب والسّنّة المشهورة، وفيها خروج صاحب الكبيرة من النار، فيكون ردّا على المعتزلة.
وأما قولهم: (ذلك بأن الله تعالى مولى أهل معرفته، ولم يجعلهم في الدّارَين كأهل نكرته) ، فإنما قالوا ذلك لما دلّت الدلائل العقليّة والسمعيّة على انتفاء التّسوية بين المؤمن والكافر، منها قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21] ، أخبر أنه لا يسوّي بين الفريقين، ثم صرّح أنّ أحدهما هم الذين آمنوا، فكان الفريق الآخرهم الذين كفروا، وقد نفى التسوية بينهما في المحيى والممات، وصاحب الكبيرة ممن آمن وعمل الصالحات.
ولقول النبيّ صلى الله عليه وسلم حين نادى منادي المشركين يوم أحد فقال: لنا هبل ولا هبل لكم. ألا تجيبونه؟ فقالوا: ما نقول؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: الله مولانا ولا مولى للكافرين، معناه: الله معيننا وناصرنا ومتولّي أمورنا.