تزول الوكادة التامّة الثابتة بشهادة هذا النصّ إلا بجحود شيء مما تضمّنه إيمان الجملة.
وأما قولهم: (وأهله في أصله سواء) .
قال القاضي أبو حفص الغزنويّ: أرادوا أنّ أهل السماء والأرض في أصل الإيمان على السواء، إذ إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد، وكذا إيمان الأوّلين والآخرين واحد، وهو التصديق بوحدانيّة الله تعالى، وبكلّ ما يجب الإيمان به جملة لقوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256] ، وأهل الإيمان في هذا الأصل سواء من حيث التبري من الكفر، والدخول في الإيمان، ومن حيث أداء الإيمان، فلا يكون إيمان الأوّلين غير إيمان الآخرين، إذ كلّهم آمنوا بألوهيّة الله تعالى، ووحدانيّته، وقدمه، وقدرته، وما جاء من عنده.
وأما قولهم: (والتفاضل بينهم بالحقيقة بالتقوى، ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى) .
قال القاضي أبو حفص الغزنويّ: عنوا بالتفاضل التفاوت في أوصاف الإيمان من الثّقل والاستنارة والإضاءة. كما روي في الخبر: لو وزن إيمان أبي بكر وإيمان اّمّتي لرجح عليهم.